وَ جَنّٰاتٌ مِنْ أَعْنٰابٍ أي بساتين وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوٰانٌ و الصنوان:التالة [1] التي تنبت من أصل الشجرة وَ غَيْرُ صِنْوٰانٍ يُسْقىٰ بِمٰاءٍ وٰاحِدٍ وَ نُفَضِّلُ بَعْضَهٰا عَلىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ فمنه حلو،و منه حامض،و منه مر، يسقى بماء واحد إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ .
ثمّ حكى اللّه عزّ و جلّ قول الدهرية من قريش،فقال: وَ إِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَ إِذٰا كُنّٰا تُرٰاباً أَ إِنّٰا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ثم قال: أُولٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَ أُولٰئِكَ الْأَغْلاٰلُ فِي أَعْنٰاقِهِمْ وَ أُولٰئِكَ أَصْحٰابُ النّٰارِ هُمْ فِيهٰا خٰالِدُونَ و كانوا يستعجلون بالعذاب،فقال اللّه عزّ و جلّ: وَ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاٰتُ أي العذاب.
قوله تعالى:
وَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنّٰاسِ عَلىٰ ظُلْمِهِمْ [6]
99-/5442 _1- ابْنُ بَابَوَيْهِ،قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَيْهَقِيُّ بِنَيْسَابُورَ،سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَ خَمْسِينَ وَ ثَلاَثِمِائَةٍ،قَالَ:أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصَّوْلِيُّ،قَالَ:حَدَّثَنَا ابْنُ ذَكْوَانَ،قَالَ:سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْعَبَّاسِ يَقُولُ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ الرِّضَا(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)فَتَذَاكَرْنَا الْكَبَائِرَ،وَ قَوْلَ الْمُعْتَزِلَةِ فِيهَا:إِنَّهَا لاَ تُغْفَرُ،فَقَالَ الرِّضَا(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):قَدْ نَزَلَ الْقُرْآنُ بِخِلاَفِ قَوْلِ الْمُعْتَزِلَةِ،قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ: وَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنّٰاسِ عَلىٰ ظُلْمِهِمْ ».
وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لاٰ أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ [7]
99-/5443 _2- ابْنُ بَابَوَيْهِ،قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ،قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ،عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ،عَنْ مُوسَى بْنِ مُسْلِمٍ،عَنْ مَسْعَدَةَ،قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الصَّادِقِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)إِذْ أَتَاهُ شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدِ انْحَنَى مُتَّكِئاً عَلَى عَصَاهُ،فَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)الْجَوَابَ،ثُمَّ قَالَ:يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ،نَاوِلْنِي يَدَكَ لِأُقَبِّلَهَا.فَأَعْطَاهُ يَدَهُ
[1] التال:صغار النّخل.«المعجم الوسيط-تال-1:90».