فَقُلْتُ:كَيْفَ تَكُونُ مَحْبُوكَةً إِلَى الْأَرْضِ،وَ هُوَ يَقُولُ: رَفَعَ السَّمٰاوٰاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهٰا ؟فَقَالَ:«سُبْحَانَ اللَّهِ!أَ لَيْسَ يَقُولُ: بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهٰا ؟!».
فَقُلْتُ:بَلَى.فَقَالَ:«ثَمَّ عَمَدٌ وَ لَكِنْ لاَ تُرَى».
فَقُلْتُ:كَيْفَ ذَاكَ؟فَبَسَطَ كَفَّهُ الْيُسْرَى ثُمَّ وَضَعَ الْيُمْنَى عَلَيْهَا،فَقَالَ:هَذِهِ الْأَرْضُ الدُّنْيَا وَ السَّمَاءُ الدُّنْيَا عَلَيْهَا قُبَّةٌ».
قوله تعالى: ثُمَّ اسْتَوىٰ عَلَى الْعَرْشِ سيأتي-إن شاء اللّه تعالى-معنى ذلك في سورة طه [1].
قوله تعالى:
وَ فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجٰاوِرٰاتٌ وَ جَنّٰاتٌ مِنْ أَعْنٰابٍ -إلى قول تعالى- وَ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاٰتُ [4-6]
99-/5439 _1- ابْنُ شَهْرَ آشُوبٍ:عَنِ الْخَرْكُوشِيِّ فِي(شَرَفِ الْمُصْطَفَى)وَ الثَّعْلَبِيِّ فِي(الْكَشْفِ وَ الْبَيَانِ)وَ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ فِي(الْأَمَالِي)وَ اللَّفْظُ لَهُ،بِإِسْنَادِهِمْ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)يَقُولُ لِعَلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): «النَّاسُ مِنْ شَجَرٍ شَتَّى،وَ أَنَا وَ أَنْتَ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ-ثُمَّ قَرَأَ- وَ جَنّٰاتٌ مِنْ أَعْنٰابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوٰانٌ وَ غَيْرُ صِنْوٰانٍ يُسْقىٰ بِمٰاءٍ وٰاحِدٍ بِالنَّبِيِّ وَ بِكَ».
قَالَ:وَ رَوَاهُ النَّطَنْزِيُّ فِي(الْخَصَائِصِ)عَنْ سَلْمَانَ ،و
فِي رِوَايَةٍ: «أَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ،وَ النَّاسُ مِنْ أَشْجَارٍ شَتَّى».
قلت:و روى حديث جابر بن عبد اللّه،الطبرسيّ،و عليّ بن عيسى في(كشف الغمّة) [2].
99-/5440 _2- الْعَيَّاشِيُّ:عَنِ الْخَطَّابِ الْأَعْوَرِ،رَفَعَهُ إِلَى أَهْلِ الْعِلْمِ وَ الْفِقْهِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ(عَلَيْهِ وَ آلِهِ السَّلاَمُ)،قَالَ:
« وَ فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجٰاوِرٰاتٌ يَعْنِي:هَذِهِ الْأَرْضُ الطَّيِّبَةُ مُجَاوِرَةٌ لِهَذِهِ الْأَرْضِ الْمَالِحَةِ وَ لَيْسَتْ مِنْهَا،كَمَا يُجَاوِرُ الْقَوْمُ الْقَوْمَ وَ لَيْسُوا مِنْهُمْ».
/5441 _3-و قال عليّ بن إبراهيم:و قوله: وَ فِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجٰاوِرٰاتٌ أي متصلة بعضها ببعض
[1] يأتي في تفسير الآية(5)من سورة طه.
[2] مجمع البيان 6:424،كشف الغمّة 1:295.