/3985 _11-علي بن إبراهيم:إن اللّه عزّ و جلّ أوحى إلى موسى:أني أنزل عليك التوراة و الألواح [1] إلى أربعين يوما،و هو ذو القعدة و عشر من ذي الحجة،فقال موسى لأصحابه:إن اللّه تبارك و تعالى قد وعدني أن ينزل علي التوراة و الألواح إلى ثلاثين يوما.و أمره اللّه أن لا يقول:إلى أربعين يوما،فتضيق صدورهم،فذهب موسى(عليه السلام)إلى الميقات و استخلف هارون على بني إسرائيل،فلما جاوز الثلاثين يوما و لم يرجع موسى(عليه السلام)غضبوا،فأرادوا أن يقتلوا أن هارون،و قالوا:إن موسى كذبنا و هرب منا.و اتخذوا العجل و عبدوه، فلما كان يوم عشرة من ذي الحجة أنزل اللّه على موسى(عليه السلام)الألواح و ما يحتاجون إليه من الأحكام و الأخبار و السنن و القصص،فلما أنزل اللّه عليه التوراة و كلمه قال: رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ فأوحى اللّه إليه لَنْ تَرٰانِي أي لا تقدر على ذلك وَ لٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكٰانَهُ فَسَوْفَ تَرٰانِي قال:فرفع اللّه الحجاب و نظر إلى الجبل،فساخ الجبل في البحر،فهو يهوي حتّى الساعة،و نزلت الملائكة،و فتحت أبواب السماء،فأوحى اللّه إلى الملائكة:أدركوا موسى لا يهرب.فنزلت الملائكة و أحاطت بموسى(عليه السلام)فقالوا:اثبت يا ابن عمران،فقد سألت اللّه عظيما.فلما نظر موسى إلى الجبل قد ساخ و الملائكة قد نزلت،وقع على وجهه،فمات من خشية اللّه، و هول ما رأى،فرد اللّه عليه روحه،فرفع رأسه و أفاق و قال: سُبْحٰانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ أي أول من صدق أنك لا ترى،فقال اللّه تعالى: يٰا مُوسىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النّٰاسِ بِرِسٰالاٰتِي وَ بِكَلاٰمِي فَخُذْ مٰا آتَيْتُكَ وَ كُنْ مِنَ الشّٰاكِرِينَ فناداه جبرئيل:يا موسى،أنا أخوك جبرئيل.