الْحُسَيْنُ،ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ،وَ بَعْدَ عَلِيٍّ مُحَمَّدٌ ابْنُهُ،وَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ جَعْفَرٌ ابْنُهُ،وَ بَعْدَ جَعْفَرٍ مُوسَى ابْنُهُ،وَ بَعْدَ مُوسَى عَلِيٌّ ابْنُهُ، [1]وَ بَعْدَ عَلِيٍّ مُحَمَّدٌ ابْنُهُ،وَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ عَلِيٌّ ابْنُهُ،وَ بَعْدَ عَلِيٍّ الْحَسَنُ ابْنُهُ،وَ الْحُجَّةُ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ».
ثُمَّ قَالَ:يَا مُعَاوِيَةُ،جَعَلْتُ لَكَ فِي هَذَا أَصْلاً فَاعْمَلْ عَلَيْهِ،فَلَوْ كُنْتَ تَمُوتُ عَلَى مَا كُنْتَ عَلَيْهِ لَكَانَ حَالُكَ أَسْوَأَ الْأَحْوَالِ،فَلاَ يَغُرَّنَّكَ قَوْلُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُرَى بِالنَّظَرِ [2]،وَ قَدْ قَالُوا أَعْجَبَ مِنْ هَذَا،أَ وَ لَمْ يَنْسُبُوا آدَمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)إِلَى الْمَكْرُوهِ؟أَ وَ لَمْ يَنْسُبُوا إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)إِلَى مَا نَسَبُوهُ؟أَ وَ لَمْ يَنْسُبُوا دَاوُدَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)إِلَى مَا نَسَبُوهُ مِنَ الْقَتْلِ مِنْ حَدِيثِ الطَّيْرِ؟أَ وَ لَمْ يَنْسُبُوا يُوسُفَ الصِّدِّيقَ إِلَى مَا نَسَبُوهُ مِنْ حَدِيثِ زَلِيخَا؟أَ وَ لَمْ يَنْسُبُوا مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) إِلَى مَا نَسَبُوهُ؟أَ وَ لَمْ يَنْسُبُوا رَسُولَ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)إِلَى مَا نَسَبُوهُ مِنْ حَدِيثِ زَيْدٍ؟أَ وَ لَمْ يَنْسُبُوا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)إِلَى مَا نَسَبُوهُ مِنْ حَدِيثِ الْقَطِيفَةِ؟إِنَّهُمْ أَرَادُوا بِذَلِكَ تَوْبِيخَ الْإِسْلاَمِ لِيَرْجِعُوا عَلَى أَعْقَابِهِمْ،أَعْمَى اللَّهُ أَبْصَارَهُمْ كَمَا أَعْمَى قُلُوبَهُمْ،تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً».
99-/3978 _4- وَ عَنْهُ،قَالَ:أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الْمَعْرُوفُ بِالْكِرْمَانِيِّ،قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْوَشَّاءِ الْبَغْدَادِيُّ،قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرٍ الْقُمِّيُّ،قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرِ بْنِ سَهْلٍ الشَّيْبَانِيُّ،قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَسْرُورٍ،عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّيِّ،عَنِ الْقَائِمِ صَاحِبِ الْأَمْرِ بْنِ الْحَسَنِ(عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ) قَالَ: قُلْتُ:فَأَخْبِرْنِي-يَا مَوْلاَيَ-عَنِ الْعِلَّةِ الَّتِي تَمْنَعُ النَّاسَ [3] مِنْ اخْتِيَارِ إِمَامٍ لِأَنْفُسِهِمْ؟قَالَ:«مُصْلِحٍ أَوْ مُفْسِدٍ؟» قُلْتُ:مُصْلِحٍ.قَالَ:«فَهَلْ يَجُوزُ أَنْ تَقَعَ خِيْرَتُهُمْ عَلَى الْمُفْسِدِ بَعْدَ أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ مَا يَخْطُرُ بِبَالِ غَيْرِهِ مِنْ صَلاَحٍ أَوْ فَسَادٍ؟»قُلْتُ:بَلَى.
قَالَ:«فَهِيَ الْعِلَّةُ أَوْرَدَهَا لَكَ بُرْهَاناً يَثِقُ بِهِ [4] عَقْلُكَ،أَخْبِرْنِي عَنِ الرُّسُلِ الَّذِينَ اصْطَفَاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى،وَ أَنْزَلَ الْكُتُبَ عَلَيْهِمْ [5]،وَ أَيَّدَهُمْ بِالْوَحْيِ وَ الْعِصْمَةِ،إِذْ هُمْ أَعْلاَمُ الْأُمَمِ،وَ أَهْدَى إِلَى الاِخْتِيَارِ مِنْهُمْ،مِثْلُ مُوسَى وَ عِيسَى(عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ)،هَلْ يَجُوزُ مَعَ وُفُورِ عَقْلِهِمَا وَ كَمَالِ عِلْمِهِمَا إِذَا هُمَا بِالاِخْتِيَارِ أَنْ تَقَعَ خِيْرَتُهُمَا عَلَى الْمُنَافِقِ وَ هُمَا يَظُنَّانِ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ؟»قُلْتُ:لاَ.فَقَالَ:«هَذَا مُوسَى كَلَّمَ اللَّهَ مَعَ وُفُورِ عَقْلِهِ وَ كَمَالِ عِلْمِهِ وَ نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَيْهِ اخْتَارَ مِنْ أَعْيَانِ قَوْمِهِ وَ وُجُوهِ عَسْكَرِهِ لِمِيقَاتِ رَبِّهِ سَبْعِينَ رَجُلاً،مِمَّنْ لاَ يَشُكُّ فِي إِيمَانِهِمْ وَ إِخْلاَصِهِمْ،فَوَقَعَتْ خِيْرَتُهُ عَلَى الْمُنَافِقِينَ،قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ اخْتٰارَ مُوسىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقٰاتِنٰا [6]إِلَى قَوْلِهِ:
[1] في المصدر:ثم عليّ بن الحسين ثمّ محمّد بن علي، ثمّ أنا،ثمّ من بعدي موسى ابني،ثمّ من بعده ولده علي.
[2] في المصدر:بالبصر.
[3] في المصدر:القوم.
[4] في المصدر:و أوردها لك ببرهان ينقاد له.
[5] في المصدر:و أنزل عليهم الكتاب.
[6] الأعراف 7:155.