اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: اَلَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّٰهَ قِيٰاماً وَ قُعُوداً وَ عَلىٰ جُنُوبِهِمْ وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنٰا مٰا خَلَقْتَ هٰذٰا بٰاطِلاً سُبْحٰانَكَ فَقِنٰا عَذٰابَ النّٰارِ ».
وَ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي(أَمَالِيهِ)قَالَ:أَخْبَرَنَا الْمُظَفَّرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ [1] الْوَرَّاقُ،قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ الْإِسْكَافِيُّ الْكَاتِبُ،قَالَ:حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ،وَ سَاقَ الْحَدِيثَ بِبَاقِي السَّنَدِ وَ الْمَتْنِ سَوَاءً [2].
99-/2035 _5- ابْنُ بَابَوَيْهِ،قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِيُّ(رَحِمَهُ اللَّهُ)،قَالَ:حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى بِالْبَصْرَةِ،قَالَ:حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ،قَالَ:حَدَّثَنِي رَجَاءُ بْنُ سَلَمَةَ،عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ،عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ،عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ(عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ)،قَالَ: «خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ(صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) بِالْكُوفَةِ مُنْصَرَفَهُ مِنَ النَّهْرَوَانِ،-وَ ذَكَرَ خُطْبَةً فِيهَا أَسْمَاؤُهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ،قَالَ فِيهَا-وَ أَنَا الذَّاكِرُ،يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: اَلَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّٰهَ قِيٰاماً وَ قُعُوداً وَ عَلىٰ جُنُوبِهِمْ ».
99-/2036 _6- وَ رَوَى الشَّيْبَانِيُّ فِي(نَهْجِ الْبَيَانِ):عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ): «أَنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ الَّتِي أَوَاخِرَ آلِ عِمْرَانَ نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)وَ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ،وَ ذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)لَمَّا أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالْمُهَاجَرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ بَعْدَ مَوْتِ عَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ(رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ)،وَ كَانَ قَدْ تَحَالَفَتْ عَلَيْهِ قُرَيْشٌ بِأَنْ يَكْبِسُوا عَلَيْهِ لَيْلاً وَ هُوَ نَائِمٌ،فَيَضْرِبُوهُ ضَرْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ،فَلَمْ يُعْلَمْ مَنْ قَاتِلُهُ،فَلاَ يُؤْخَذُ بِثَارِهِ،فَأَمَرَ اللَّهُ بِأَنْ يُبَيِّتَ مَكَانَهُ ابْنَ عَمِّهِ عَلِيّاً(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،وَ يَخْرُجَ لَيْلاً إِلَى الْمَدِينَةِ،فَفَعَلَ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ،وَ بَيَّتَ مَكَانَهُ عَلَى فِرَاشِهِ عَلِيّاً(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،وَ أَوْصَاهُ أَنْ يَحْمِلَ أَزْوَاجَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ،فَجَاءَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ قُرَيْشٍ لَمَّا تَعَاقَدُوا عَلَيْهِ وَ تَحَالَفُوا،فَوَجَدُوا عَلِيّاً(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)مَكَانَهُ فَرَجَعُوا الْقَهْقَرَى،وَ أَبْطَلَ اللَّهُ مَا تَعَاقَدُوا عَلَيْهِ وَ تَحَالَفُوا.
ثُمَّ إِنَّ عَلِيّاً(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)حَمَلَ أَهْلَهُ وَ أَزْوَاجَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَعَلِمَ أَبُو سُفْيَانَ بِخُرُوجِهِ وَ سَيْرِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَتَبِعَهُ لِيَرُدَّهُمْ،وَ كَانَ مَعَهُمْ عَبْدٌ لَهُ أَسْوَدُ،فِيهِ شِدَّةٌ وَ جُرْأَةٌ فِي الْحَرْبِ،فَأَمَرَهُ سَيِّدُهُ أَنْ يَلْحَقَهُ فَيَمْنَعَهُ عَنِ الْمَسِيرِ حَتَّى يَلْقَاهُ بِأَصْحَابِهِ،فَلَحِقَهُ،فَقَالَ لَهُ:لاَ تَسِرْ بِمَنْ مَعَكَ إِلَى أَنْ يَأْتِيَ مَوْلاَيَ.فَقَالَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)لَهُ:وَيْلَكَ،ارْجِعْ إِلَى مَوْلاَكَ وَ إِلاَّ قَتَلْتُكَ.فَلَمْ يَرْجِعْ،فَشَالَ عَلِيٌّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)سَيْفَهُ وَ ضَرَبَهُ،فَأَبَانَ عُنُقَهُ عَنْ جَسَدِهِ،وَ سَارَ بِالنِّسَاءِ وَ الْأَهْلِ،وَ جَاءَ أَبُو سُفْيَانَ فَوَجَدَ عَبْدَهُ مَقْتُولاً،فَتَبِعَ عَلِيّاً(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)وَ أَدْرَكَهُ،فَقَالَ لَهُ:يَا عَلِيُّ،تَأْخُذُ بَنَاتِ عَمِّنَا مِنْ عِنْدِنَا مِنْ غَيْرِ إِذْنِنَا، وَ تَقْتُلُ عَبَدْنَا!فَقَالَ:أَخَذْتُهُمْ بِإِذْنِ مَنْ لَهُ الْإِذْنُ،فَامْضِ لِشَأْنِكَ.فَلَمْ يَرْجِعْ،وَ حَارَبَهُ عَلَى رَدِّهِمْ بِأَصْحَابِهِ يَوْمَهُ أَجْمَعَ،فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى رَدِّهِ،وَ عَجَزُوا عَنْهُ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ،فَرَجَعُوا خَائِبِينَ.
وَ سَارَ عَلِيٌّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)بِأَصْحَابِهِ وَ قَدْ كَلُّوا مِنَ الْحَرْبِ وَ الْقِتَالِ،فَأَمَرَهُمْ عَلِيٌّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)بِالنُّزُولِ لِيَسْتَرِيحُوا وَ يَسِيرَ بِمَنْ
[1] في«س و ط»:البجلي،تصحيف صوابه ما في المتن،راجع رجال النجاشيّ:1130/422.
[2] الأمالي:1/310.