ثُمَّ اجْعَلْ عَلىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَ اعْلَمْ أَنَّ اللّٰهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[260]
99-/1444 _1- ابْنُ بَابَوَيْهِ،قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الدَّقَّاقُ [1](رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)،قَالَ:حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَلَوِيُّ الْعَبَّاسِيُّ،قَالَ:حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْكُوفِيُّ الْفَزَارِيُّ،قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ الزَّيَّاتُ،قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْأَزْدِيُّ،عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ،عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ: «اسْتَجَابَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ دَعْوَةَ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)حِينَ قَالَ: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتىٰ وَ هَذِهِ آيَةٌ مُتَشَابِهَةٌ،وَ مَعْنَاهَا:أَنَّهُ سَأَلَ عَنِ الْكَيْفِيَّةِ،وَ الْكَيْفِيَّةُ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ،مَتَى لَمْ يَعْلَمْهَا الْعَالِمُ لَمْ يَلْحَقْهُ عَيْبٌ،وَ لاَ عَرَضَ فِي تَوْحِيدِهِ نَقْصٌ.فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قٰالَ بَلىٰ هَذَا شَرْطٌ عَامٌّ،مَنْ آمَنَ بِهِ مَتَى سُئِلَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ:أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ.وَجَبَ أَنْ يَقُولَ:بَلَى؛كَمَا قَالَ إِبْرَاهِيمُ،وَ لَمَّا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِجَمِيعِ أَرْوَاحِ بَنِي آدَمَ: أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلىٰ [2]كَانَ أَوَّلُ مَنْ قَالَ:بَلَى مُحَمَّدٌ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،فَصَارَ بِسَبْقِهِ إِلَى(بَلَى)سَيِّدَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ،وَ أَفْضَلَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ.فَمَنْ لَمْ يُجِبْ عَنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ بِجَوَابِ إِبْرَاهِيمَ فَقَدْ رَغِبَ عَنْ مِلَّتِهِ؛ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ مَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرٰاهِيمَ إِلاّٰ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ [3]ثُمَّ اصْطَفَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي الدُّنْيَا».
99-/1445 _2- عَنْهُ،قَالَ:حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ تَمِيمٍ الْقُرَشِيُّ،قَالَ:حَدَّثَنِي أَبِي،عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّيْسَابُورِيِّ،عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ،قَالَ: حَضَرْتُ مَجْلِسَ الْمَأْمُونِ وَ عِنْدَهُ الرِّضَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ:يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ،أَ لَيْسَ مِنْ قَوْلِكَ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ مَعْصُومُونَ؟قَالَ:«بَلَى».
فَسَأَلَهُ عَنْ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ،فَكَانَ فِيمَا سَأَلَهُ أَنْ قَالَ لَهُ:فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتىٰ قٰالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قٰالَ بَلىٰ وَ لٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي .
قَالَ الرِّضَا(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى كَانَ أَوْحَى إِلَى إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):إِنِّي مُتَّخِذٌ مِنْ عِبَادِي خَلِيلاً،إِنْ سَأَلَنِي إِحْيَاءَ الْمَوْتَى أَجَبْتُهُ،فَوَقَعَ فِي نَفْسِ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)أَنَّهُ ذَلِكَ الْخَلِيلُ،فَقَالَ: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتىٰ قٰالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قٰالَ بَلىٰ وَ لٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي عَلَى الْخُلَّةِ قٰالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَ اعْلَمْ أَنَّ اللّٰهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) نَسْراً وَ بَطّاً وَ طَاوُساً وَ دِيكاً فَقَطَّعَهُنَّ وَ خَلَطَهُنَّ،ثُمَّ جَعَلَ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ الَّتِي كَانَتْ حَوْلَهُ-وَ كَانَتْ عَشَرَةً-
[1] في المصدر:عليّ بن أحمد بن موسى،و كلاهما من مشايخ الصدوق،و لا يبعد اتّحادهما،انظر معجم رجال الحديث 11:254 و 255.
[2] الأعراف 7:172.
[3] البقرة 2:130.