يَدَّعِيَ أَنَّهُ جَمَعَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ ظَاهِرَهُ وَ بَاطِنَهُ غَيْرُ الْأَوْصِيَاءِ».
99-/2 _2- وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنْ جَابِرٍ،قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)يَقُولُ: «مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ ادَّعَى [1] أَنَّهُ جَمَعَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ كَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ كَذَبَ،وَ مَا جَمَعَهُ وَ حَفِظَهُ كَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ،وَ الْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِهِ».
99-/3 _3- وَ فِي الْحَدِيثِ عَنْ مَوْلَى الْأُمَّةِ وَ إِمَامِهَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ جَاءَهُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)يَسْأَلُهُ عَنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ،فَوَعَدَهُ بِاللَّيْلِ،فَلَمَّا حَضَرَ قَالَ:«مَا أَوَّلُ الْقُرْآنِ؟».قَالَ:اَلْفَاتِحَةُ.
قَالَ:«وَ مَا أَوَّلُ الْفَاتِحَةِ؟»قَالَ:بِسْمِ اللَّهِ.
قَالَ:«وَ مَا أَوَّلُ بِسْمِ اللَّهِ؟».قَالَ:بِسْمِ.
قَالَ:«وَ مَا أَوَّلُ بِسْمِ؟».قَالَ:اَلْبَاءُ،فَجَعَلَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)يَتَكَلَّمُ فِي الْبَاءِ طُولَ اللَّيْلِ،فَلَمَّا قَرُبَ الْفَجْرُ قَالَ:«لَوْ زَادَنَا اللَّيْلُ لَزِدْنَا».
99-/4 _4- وَ قَالَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)فِي حَدِيثٍ آخَرَ: «لَوْ شِئْتُ لَأَوْقَرْتُ [2] سَبْعِينَ بَعِيراً فِي تَفْسِيرِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ».
99-/5 _5- وَ قَالَ الْبَاقِرُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْإِخْلاَصِ: «لَوْ وَجَدْتُ لِعِلْمِيَ الَّذِي آتَانِيَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حَمَلَةً لَنَشَرْتُ التَّوْحِيدَ،وَ الْإِسْلاَمَ،وَ الْإِيمَانَ،وَ الدِّينَ،وَ الشَّرَائِعَ مِنَ الصَّمَدِ،وَ كَيْفَ لِي بِذَلِكَ وَ لَمْ يَجِدْ جَدِّي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)حَمَلَةً لِعِلْمِهِ؟!حَتَّى كَانَ يَتَنَفَّسُ الصُّعَدَاءَ وَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ:سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي،فَإِنَّ بَيْنَ الْجَوَانِحِ مِنِّي لَعِلْماً جَمّاً،لاَ يُحْصَى وَ لاَ يُحَدُّ،أَلاَ وَ إِنِّي عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَ لاٰ تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمٰا يَئِسَ الْكُفّٰارُ مِنْ أَصْحٰابِ الْقُبُورِ ». [3]
99-/6 _6- وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)لِرَجُلٍ: «إِيَّاكَ أَنْ تُفَسِّرَ الْقُرْآنَ بِرَأْيِكَ حَتَّى تَفْقَهَهُ عَنِ الْعُلَمَاءِ،فَإِنَّهُ رُبَّ تَنْزِيلٍ يُشْبِهُ كَلاَمَ الْبَشَرِ وَ هُوَ كَلاَمُ اللَّهِ،وَ تَأْوِيلُهُ لاَ يُشْبِهُ كَلاَمَ الْبَشَرِ،كَمَا لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِهِ يُشْبِهُهُ،كَذَلِكَ لاَ يُشْبِهُ فِعْلُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى شَيْئاً مِنْ أَفْعَالِ الْبَشَرِ،وَ لاَ يُشْبِهُ شَيْءٌ مِنْ كَلاَمِهِ كَلاَمَ الْبَشَرِ،وَ كَلاَمُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى صِفَتُهُ،وَ كَلاَمُ الْبَشَرِ أَفْعَالُهُمْ،فَلاَ تُشَبِّهْ كَلاَمَ اللَّهِ بِكَلاَمِ الْبَشَرِ،فَتَهْلِكَ وَ تَضِلَّ».
99-/7 _7- وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): «إِنَّ اللَّهَ عَلَّمَ نَبِيَّهُ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)التَّنْزِيلَ وَ التَّأْوِيلَ،فَعَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)عَلِيّاً(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)».
[1] في بصائر الدرجات:يقول.
[2] الوقر-بالكسر-:الحمل.«الصحاح-وقر-2:848».
[3] الممتحنة:5/264.