نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 26 صفحه : 468
عن محمد بن داود، عن محمد بن عطية، قال:جاء إلى أبي جعفر ع رجل
من أهل الشام من علمائهم، فقال: يا با جعفر جئت أسألك عن مسألة قد أعيت علي أن أجد
أحدا يفسرها و قد سألت عنها ثلاثة أصناف من الناس، فقال كل صنف منهم شيئا غير الذي
قال الصنف الآخر، فقال له أبو جعفر ع" ما ذاك" قال: فإني أسألك عن أول
ما خلق اللَّه من خلقه فإن بعض من سألته، قال: القدر و قال بعضهم: القلم، و قال
بعضهم: اللوح.
فقال أبو جعفر ع" ما قالوا شيئا، أخبرك أن اللَّه تعالى كان و
لا شيء غيره، و كان عزيزا، و لا أحد كان قبل عزه و ذلك قوله سبحانهسُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ
الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ[1]و كان الخالق قبل المخلوق
و لو كان أول ما خلق من خلقه الشيء من الشيء إذا لم يكن له انقطاع أبدا و لم يزل
اللَّه إذا و معه شيء ليس هو يتقدمه و لكنه كان إذ لا شيء غيره و خلق الشيء
الذي جميع الأشياء منه، و هو الماء الذي خلق الأشياء منه[2]فجعل
[2] . قوله «و هو الماء الذي خلق الأشياء منه» الماء عند ثاليس الملطي هو مبدأ
الأشياء، و الظاهر أنّه أخذ رأيه هذا عن التوراة و استحسنه، و قد روي مثل هذا
الكلام عن أمير المؤمنين عليه السّلام في نهج البلاغة، و لمّا كان عالم العناصر
خلق للتغيّر و التبدّل و الانتقال من صورة إلى صورة، و الجسم إمّا أن لا يكون
قابلا للانفعال و قبول الصور المختلفة كالرّيح و النّار، و إمّا أن يكون قابلا
بالسهولة كالماء أو غير قابل كالأرض و الأحجار إلّا بصعوبة، أمّا الرّيح و النّار
فلا يمكن أن تكونا أصلا في الغرض المخلوق لأجله عالم العناصر لعدم حفظهما الصور و
فائدتهما الفعل و التأثير، و أمّا الأرض فغير قابلة أيضا بسهولة، و الغرض من
خلقتها أن يخلطه بالماء ليحفظ الصور المتجدّدة الطارية على الماء، و لو لم تكن
الأرض كان زوال الصور عن الماء سهلا كحصول الصور، فثبت أنّ الأصل في عالم العناصر
هو الماء و العناصر الباقية في الرتبة الثانية،-
نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 26 صفحه : 468