25548- 1 (الكافي- 8: 94 رقم 67) محمد، عن
أحمد، عن الحسين،
[1] . قوله «باب المخلوقات و ابتدائها» اعلم أنّ النظر في أحوال المخلوقات يمكن
أن يكون لتحقيق أحوالها و الاطّلاع على صفاتها و أسبابها، أي المعدّات لتكوينها و
فنائها، و هذا شيء لا يفيد في الآخرة و لم يبعث له الأنبياء و لا كمال للنفس من
حيث هو نفس في معرفتها لأنّه إذا مات الإنسان و انقطع علاقته عن الأجسام الدنيوية
فلا فائدة في أن يعرف خواصّها، و ما يفيد النفس مطلقا و لو بعد الموت هو معرفة
اللّه و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر، و أمّا أسباب وجود المولدات فتنقسم
الى المعدّات و هي التي يعدّها الطبيعيّون فاعلا و ليست كما يقولون، و الفاعل
الحقيقي و هو مفيض الوجود كما قال في المنظومة:
معطي الوجود في الإلهي فاعل
معطي التحرّك الطبيعي
قائل
و انّما يفيد العلم الطبيعيّ في الطبّ و الصناعات الدنيوية و
الأسباب عندهم ما يرون من استمرار ترتّب شيء على شيء في الوجود فيقولون
السقمونيا مسهل و الشّمس تنمي النبات مع أنّ السقمونيا ليس علّة لشيء و الشّمس
كذلك، و الفاعل هو اللّه تعالى و الأسباب الجسمانية معدّات كما ثبت في محلّه، فلا
ينبغي أن يكون غرض الرجل الإلهي الاطّلاع على المعدّات و الأسباب الطبيعيّة، بل
على موضع الإعجاب من قدرة اللّه تعالى و حكمته في المخلوقات، و لذلك ترى في هذه
الأحاديث توجّه الأئمّة عليهم السّلام إلى بيان جهة قدرة اللّه تعالى و تأثيره لا
جهة بيان الأسباب الطبيعية أيّا ما كان غرض السائل في سؤاله، فلا يتعجّب حينئذ إن
جاءوا بالجواب عن مثلها مجملا. «ش».
نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 26 صفحه : 467