نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 22 صفحه : 510
- العقلاء
لأنّ العقلاء يعتنون بالاحتمالات التي هي أضعف من احتمال وجود الأخبار الكاذبة
لأنّا نرى لو أنّ رجلا احتمل كون ابنه الصغير مشرفا على السقوط من شاهق و أخبره
جماعة عديدة بأنّ ابنه في البيت و احتمل كونهم كاذبين احتمالا ضعيفا كلّ الضعف
اعتنى به يقينا و فتّش عن ابنه، و ترى الناس لا يستصحبون الجواهر و الأحجار
الكريمة في المجامع و الحمّامات مع أنّ السرقة فيها أضعف احتمالا من وجود الأخبار
الكاذبة، ففي ألف رجل يدخل الحمّام أو يسرق متاع واحد، و في ألف خبر يوجد أكثر من
خمسين خبرا كاذبا و مجعولا أو محرّفا بحيث يغيّر معناه قطعا، و إن أراد مدّعي
الظنّ الاطمئناني حفظ الأخبار بجميع ألفاظها و مزاياها و خصوصياتها اللّفظيّة و
احتفاظ الرّواة على التقديم و التأخير بحيث يكون عبارة الخبر كعبارة القرآن الكريم
فالظّنّ الاطمئناني عليه ممنوع بل العلم القطعي على خلافه، و القول بأنّ حفظ الناس
في تلك الأعصر كان بحيث يبقى في ذهنهم جميع الحروف و الكلمات، فهي خراف من القول،
و على فرض امكانه كيف يحصل الظنّ الاطمئناني بوقوعه و المعتاد في نقل الأقوال حفظ
حاصل المعنى، و قيل انّ الأحاديث قوبلت و ميّزت منذ عهد الرّضا عليه السلام فلم
يبق في الأخبار الموجودة ممّا هو كاذب ما يعتدّ به، و فيه أنّ العلماء كان تمييزهم
بالاجتهاد و كانوا فيها مختلفين، مثلا استثنى القميّون نحوا من خمسة و عشرين رجلا
من كتاب نوادر الحكمة و ضعفوا جميع ما روي في ذلك الكتاب عنهم مع أنّ هذا الكتاب
ألّف بعد عهد الرّضا، و الأخبار المردودة فيه موجودة في الكتب الموجودة بأيدينا و لم
يرو ابن الوليد كتاب بصائر الدرجات للصفّار، و نسب أصلي زيد الزرّاد و زيد النرسي
الى الوضع، و اختلفوا في كتاب سليم بن قيس و أحاديث تلك الكتب موجودة فيما
بأيدينا، و ذكر في أحمد بن هلال العبرتائي و هو متأخّر عن الرّضا عليه السلام أنّه
ضعيف لا يعبأ برواياته إلّا فيما يرويه عن الحسن بن محبوب في المشيخة و عن محمّد
بن أبي عمير في نوادره، و قالوا-
نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 22 صفحه : 510