نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 22 صفحه : 506
- أيضا، و
إن لم يكن الغرض رفع الإبهام و تعيين الحكم فلا وجه للجمع و الحمل على التّقيّة و
غيرها، ثمّ انّ أهل السنّة متّفقون على أنّ المهر لا ينصف بالموت، فإن كان احدى
الروايتين صادرة عن تقيّة كانت هي ما تدلّ على عدم التنصيف، أعني ما هو المشهور
بيننا، و لا سبيل الى حمل القول المشهور بيننا على التّقيّة، و أولى المحامل ما
ذكره الشيخ «ره» و أومى إليه في خبر منصور بن حازم أنّ الرواة و هموا و اشتبه
عليهم المطلّقة بالمتوفّى عنها زوجها، و قد يتّفق لبعض الرّواة الغالين في عداوة
المخالفين و المبالغين في خلاف المنحرفين عن أهل البيت عليهم السلام أن يجاوزوا
الحدّ و يلزموا أمورا من غير عمد ليخالفوا أهل الخلاف تدعوهم الى ذلك شدّة علاقتهم
بالتشيّع كما نرى جماعة في الأعصار المتأخّرة ينكرون استحباب صوم عاشوراء مع
الاتّفاق على استحبابه ليخالفوا المخالفين، و يلتزمون بتحريف القرآن ليطعنوا به
على أعداء أهل البيت عليهم السلام، مع أنّ مطاعنهم في الكثرة بحيث لا يحتاج معها
الى اثبات التحريف و هدم أساس الدّين.
و بالجملة فلا يبعد أن يكون جميع
الأخبار التي تدلّ على تنصيف المهر بالموت على كثرتها ممّا توهّم الرّواة فيه
ليخالفوا العامّة لا عمدا بل لأنّ الشنآن و المحبّة شبّها الأمر عليهم كما في
أحاديث عدم نقصان شهر رمضان أبدا، و على الناظر أن يعتبر ذلك و يرى مقدار الاعتماد
على الأخبار المنقولة و يعترف بأنّه يجب في اثبات حجّيتها تتّبع الأدلّة الخاصّة و
لا يحصل منه الظنّ الاطمئناني أو العلم العادي كما يدعيه صاحب الحدائق.
و ننقل هنا ملخّصا ممّا ذكرنا في
الرسالة الموسومة بالمدخل الى عذب المنهل، قلنا فيها: اعلم أنّ للظّنّ مراتب غير
متناهية في الشدّة و الضعف، مثلا إذا فرضنا أنّ في الأخبار المروية أخبارا كاذبة
فإن كان في كل مائة حديث صادق حديث واحد كاذب و احتجنا الى واحد منها حصل لنا
الظنّ بصدقه و احتمال الصدق مائة و احتمال-
نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 22 صفحه : 506