نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 53
العقل المتغايرين بالاعتبار فإنا إذا حملنا العقل
على روح نبينا ص بعد ظهوره في هذا العالم و تكونه فيه فمعنى إقباله عبارة عن اكتسابه
الكمالات و ترقياته في الدرجات إلى أن يصل إلى اللَّه سبحانه و هو المعبر عنه بالعقل
المكتسب كما يأتي بيانه.
و إدباره عبارة عن رجوعه إلى الخلق لتكميل من يقبل
التكميل و إن حملناه على المخلوق الأول قبل نزوله إلى هذه النشأة الدنياوية فمعنى إقباله
إلى الدنيا يعني أقبل إلى الدنيا و اهبط إلى الأرض رحمة للعالمين و التعبير عن هذا
المعنى بالإقبال باعتبار أن اللَّه سبحانه بكل شيء محيط فالإقبال إليه عين الإدبار
عنه و بالعكس و لهذا عبر عن هذا المعنى في هذا الحديث على هذا الاحتمال بالإقبال و
في الحديث الآتي بالإدبار.
فأقبل معناه على المعنى الأول قد تبين مما ذكر و
كذا معنى أدبر و على المعنى الثاني فأقبل أي فنزل إلى هذا العالم فأفاض النفوس الفلكية
بإذن ربه ثم الطبائع ثم الصور ثم المواد فظهر في حقيقة كل منها و فعل فعلها فصار كثرة
و أعدادا و تكثر أشخاصا و أفرادا.
ثم قال له أدبر[1] ارجع إلى ربك فأدبر فأجاب داعي ربه و توجه إلى جناب قدسه.
بأن صار جسما مصورا من ماء عذب و أرض طيبة ثم نبت
نباتا حسنا ثم صار حيوانا ذا عقل هيولاني[2] ثم صار عقلا بالملكة ثم عقلا مستفادا ثم عقلا بالفعل ثم فارق الدنيا و
لحق بالرفيق الأعلى و كذلك فعل كل من تبعه و شيعه من الأرواح
[1] . قوله: «فقال له «أدبر»
فإن قيل في الحديث الأوّل ذكر الأمر بالإقبال أولا بعكس ما في هذا الحديث.
قلنا: لا منافاة لجواز تعدّد الأمر بالإقبال و الأمر بهما يعني بأن يكون الأمر بالإقبال
مرّتين: مرّة قبيل الإدبار و أخرى بعده أو يكون الأمر بهما كلاهما مرّتين. و مع ذلك
فتأخّر الإقبال أظهر، فإنّه يقبل إلى اللّه بعد الهبوط الى الإمكان. و أمّا التّوجه
الى الخلق بعد الإقبال على اللّه في السّفر الثّالث للأولياء فاطلاق الإدبار عليه بعيد،
فإنّه سفر الى الخلق بالحقّ. «ش».
[2] . قوله: ذا عقل هيولاني
العقل الهيولانيّ هو القوّة القابلة للصّور العلميّة.
و العقل بالملكة: هو ادراك البديهيّات.
و العقل بالفعل: هو القوّة المنطقيّة الكاسبة للعلوم
النّظرية بواسطة النّظر و الاستدلال، و هذا يسمّى عقلا مستفادا إن كان كاملا «ش».
نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 53