قَالَ النَّبِيُّ ص إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا لِفَقْرٍ مُدْقِعٍ أَوْ غُرْمٍ مُقْطِعٍ.
وَ قَالَ النَّبِيُّ ص مَا فَتَحَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَاباً مِنَ الْفَقْرِ.
وَ قَالَ ص اسْتَعْفِفْ عَنِ السُّؤَالِ مَا اسْتَطَعْتَ.
وَ قَالَ ص مَنْ سَأَلَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى فَصُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ وَ دَاءٌ فِي الْبَطْنِ.
وَ قَالَ ص مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّراً فَإِنَّمَا هِيَ جَمْرَةٌ فَلْيَسْتَقِلَّ مِنْهُ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ.
الفصل السادس و التسعون في حق السائل
قال الله تعالى في سورة سأل سائل- وَ الَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَ الْمَحْرُومِ.
قَالَ النَّبِيُّ ص لِلسَّائِلِ حَقٌّ وَ لَوْ جَاءَ عَلَى الْفَرَسِ.
وَ فِي أَسَانِيدِ أَخْطَبِ خُوارَزْمَ أَوْرَدَهُ فِي كِتَابٍ لَهُ فِي مَقْتَلِ آلِ الرَّسُولِ أَنَّ أَعْرَابِيّاً جَاءَ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع وَ قَالَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ ضَمِنْتُ دِيَةً كَامِلَةً وَ عَجَزْتُ عَنْ أَدَائِهَا فَقُلْتُ فِي نَفْسِي أَسْأَلُ أَكْرَمَ النَّاسِ وَ مَا رَأَيْتُ أَكْرَمَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ الْحُسَيْنُ ع يَا أَخَا الْعَرَبِ أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثِ مَسَائِلَ فَإِنْ أَجَبْتَ عَنْ وَاحِدَةٍ أَعْطَيْتُكَ ثُلُثَ الْمَالِ وَ إِنْ أَجَبْتَ عَنِ اثْنَيْنِ أَعْطَيْتُكَ ثُلُثَيِ الْمَالِ وَ إِنْ أَجَبْتَ عَنِ الْكُلِّ أَعْطَيْتُكَ الْكُلَّ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ مِثْلُكَ يَسْأَلُ عَنْ مِثْلِي وَ أَنْتَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْعِلْمِ وَ الشَّرَفِ فَقَالَ الْحُسَيْنُ ع بَلَى سَمِعْتُ جَدِّي رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ الْمَعْرُوفُ بِقَدْرِ الْمَعْرِفَةِ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ فَإِنْ أَجَبْتُ وَ إِلَّا تَعَلَّمْتُ مِنْكَ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَقَالَ الْحُسَيْنُ ع أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ الْإِيمَانُ بِاللَّهِ فَقَالَ الْحُسَيْنُ ع فَمَا النَّجَاةُ مِنَ الْمَهْلَكَةِ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ الثِّقَةُ بِاللَّهِ فَقَالَ الْحُسَيْنُ ع فَمَا يُزَيِّنُ الرَّجُلَ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ عِلْمٌ مَعَهُ حِلْمٌ فَقَالَ فَإِنْ أَخْطَأَهُ ذَلِكَ فَقَالَ مَعَهُ مُرُوءَةٌ فَقَالَ فَإِنْ أَخْطَأَهُ ذَلِكَ فَقَالَ فَقْرٌ مَعَهُ صَبْرٌ فَقَالَ الْحُسَيْنُ ع فَإِنْ أَخْطَأَهُ ذَلِكَ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ فَصَاعِقَةٌ تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ فَتُحْرِقُهُ فَإِنَّهُ أَهْلٌ لِذَلِكَ فَضَحِكَ الْحُسَيْنُ ع وَ رَمَى بِصُرَّةٍ إِلَيْهِ فِيهَا أَلْفُ دِينَارٍ وَ أَعْطَاهُ خَاتَمَهُ وَ فِيهِ فَصٌّ قِيمَتُهُ مِائَتَا دِرْهَمٍ فَقَالَ يَا أَعْرَابِيُّ أَعْطِ الذَّهَبَ إِلَى غُرَمَائِكَ وَ اصْرِفِ الْخَاتَمَ فِي نَفَقَتِكَ فَأَخَذَهُ الْأَعْرَابِيُّ وَ قَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ