responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 9  صفحه : 82

جاءت امرأة إلى الأعشى فقالت: إنّ لي بنات قد كسدن عليّ، فشبّب بواحدة منهنّ لعلها أن تنفق. فشبّب بواحدة منهنّ، فما شعر الأعشى إلا بجزور [1] قد بعث به إليه. فقال: ما هذا؟ فقالوا: زوّجت فلانة. فشبّب بالأخرى فأتاه مثل ذلك، فسأل عنها فقيل: زوّجت. فما زال يشبّب بواحدة فواحدة منهنّ حتى زوّجن جميعا.

أسره رجل من كلب كان قد هجاه فاستوهبه منه شريح بن السموأل:

أخبرني محمد بن العبّاس اليزيديّ قال حدّثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدّثنا يحيى بن أبي سعيد الأمويّ عن محمد بن السائب الكلبيّ قال:

هجا الأعشى رجلا من كلب فقال:

بنو الشهر الحرام فلست منهم‌

و لست من الكرام بني عبيد

و لا من رهط جبّار بن قرط

و لا من رهط حارثة بن زيد

- قال: و هؤلاء كلّهم من كلب- فقال الكلبيّ: لا أبا لك! أنا أشرف من هؤلاء. قال: فسبّه الناس بعد بهجاء الأعشى إيّاه، و كان متغيّظا عليه. فأغار على قوم قد بات فيهم الأعشى فأسر منهم نفرا و أسر الأعشى و هو لا يعرفه، ثم جاء حتى نزل بشريح بن السموأل بن عادياء الغسّانيّ صاحب تيماء بحصنه الذي يقال له الأبلق. فمرّ شريح بالأعشى؛ فناداه الأعشى:

/

شريح لا تتركنّي بعد ما علقت‌

حبالك اليوم بعد القدّ أظفاري‌

قد جلت ما بين بانقيا [2] إلى عدن‌

و طال في العجم تردادي و تسياري‌

فكان أكرمهم عهدا و أوثقهم‌

مجدا أبوك بعرف غير إنكار

كالغيث ما استمطروه جاد وابله‌

و في الشدائد كالمستأسد الضاري‌

كن كالسموأل إذ طاف الهمام به‌

في جحفل كهزيع اللّيل جرّار

إذ سامه خطّتي خسف فقال له‌

قل ما تشاء فإني سامع حار [3]

فقال غدر و ثكل أنت بينهما

فاختر و ما فيهما حظّ لمختار

فشكّ غير طويل ثم قال له‌

اقتل أسيرك إنّي مانع جاري‌

و سوف يعقبنيه إن ظفرت به‌

ربّ كريم و بيض ذات أطهار

لا سرّهنّ لدينا ذاهب هدرا

و حافظات إذا استودعن أسراري‌

فاختار أدراعه كي لا يسبّ بها

و لم يكن وعده فيها بختّار

- قال: و كان امرؤ القيس بن حجر أودع السموأل بن عادياء أدراعا مائة، فأتاه الحارث بن ظالم- و يقال الحارث بن أبي شمر الغسّانيّ- ليأخذها منه، فتحصّن منه السموأل؛ فأخذ الحارث ابنا له غلاما و كان في الصيد، فقال: إمّا أنّ‌


[1] الجزور يقع على الذكر و الأنثى.

[2] بانقيا: ناحية من نواحي الكوفة.

[3] حار أي يا حارث.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 9  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست