جاءت امرأة إلى الأعشى فقالت: إنّ لي
بنات قد كسدن عليّ، فشبّب بواحدة منهنّ لعلها أن تنفق. فشبّب بواحدة منهنّ، فما
شعر الأعشى إلا بجزور [1] قد بعث به إليه. فقال: ما هذا؟ فقالوا: زوّجت فلانة.
فشبّب بالأخرى فأتاه مثل ذلك، فسأل عنها فقيل: زوّجت. فما زال يشبّب بواحدة فواحدة
منهنّ حتى زوّجن جميعا.
أسره رجل من
كلب كان قد هجاه فاستوهبه منه شريح بن السموأل:
أخبرني محمد بن
العبّاس اليزيديّ قال حدّثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدّثنا يحيى بن أبي سعيد
الأمويّ عن محمد بن السائب الكلبيّ قال:
هجا الأعشى
رجلا من كلب فقال:
بنو الشهر الحرام
فلست منهم
و لست من الكرام
بني عبيد
و لا من رهط جبّار
بن قرط
و لا من رهط حارثة
بن زيد
- قال: و هؤلاء كلّهم من كلب- فقال الكلبيّ: لا
أبا لك! أنا أشرف من هؤلاء. قال: فسبّه الناس بعد بهجاء الأعشى إيّاه، و كان
متغيّظا عليه. فأغار على قوم قد بات فيهم الأعشى فأسر منهم نفرا و أسر الأعشى و هو
لا يعرفه، ثم جاء حتى نزل بشريح بن السموأل بن عادياء الغسّانيّ صاحب تيماء بحصنه
الذي يقال له الأبلق. فمرّ شريح بالأعشى؛ فناداه الأعشى:
- قال: و كان امرؤ القيس بن حجر أودع السموأل
بن عادياء أدراعا مائة، فأتاه الحارث بن ظالم- و يقال الحارث بن أبي شمر
الغسّانيّ- ليأخذها منه، فتحصّن منه السموأل؛ فأخذ الحارث ابنا له غلاما و كان في
الصيد، فقال: إمّا أنّ