responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 9  صفحه : 68

بمثلك من أهل الشرف، و قد كدت بالأمس تؤكل في دار طيّى‌ء، و أهل البادية أهل برّ لا أهل حصون تمنعهم، و بينك و بين أهل اليمن ذؤبان من قيس، أ فلا أدلّك على بلد! فقد جئت قيصر و جئت النّعمان فلم أر لضيف نازل و لا لمجتد مثله و لا مثل صاحبه. قال: من هو و أين منزله؟ قال: السّموءل بتيماء، و سوف أضرب لك مثله، هو يمنع ضعفك حتى ترى ذات عيبك، و هو في حصن حصين و حسب كبير. فقال له امرؤ القيس/ و كيف لي به؟ قال: أوصلك إلى من يوصلك إليه؛ فصحبه إلى رجل من بني فزارة يقال له الرّبيع [1] بن ضبع الفزاري ممن يأتي السموأل فيحمله و يعطيه. فلمّا صار إليه قال له الفزاريّ: إنّ السموأل يعجبه الشعر. فتعال نتناشد له أشعارا. فقال امرؤ القيس: قل حتى أقول. فقال الربيع:

قل للمنيّة أيّ حين نلتقي‌

بفناء بيتك في الحضيض المزلق‌

و هي طويلة يقول فيها:

و لقد أتيت بني المصاص مفاخرا

و إلى السموأل زرته بالأبلق‌

فأتيت أفضل من تحمّل حاجة

إن جئته في غارم أو مرهق‌

عرفت له الأقوام كلّ فضيلة

و حوى المكارم سابقا لم يسبق‌

قال: فقال امرؤ القيس:

طرقتك هند بعد طول تجنّب‌

و هنا و لم تك قبل ذلك تطرق‌

و هي قصيدة طويلة، و أظنّها منحولة لأنها لا تشاكل كلام امرئ القيس، و التوليد فيها بيّن، و ما دوّنها في «ديوانه» احد من الثّقات؛ و أحسبها مما صنعه دارم لأنه من ولد السموأل و مما صنعه من روى عنه من ذلك فلم تكتب هنا [2].

قال فوفد الفزاريّ بامرئ القيس إليه. فلما كانوا ببعض الطريق إذا هم ببقرة وحشية مرميّة. فلما نظر إليها أصحابه قاموا فذكّوها. فبينما هم كذلك إذا هم بقوم قنّاصين من بني ثعل [3]. فقالوا لهم: من أنتم؟/ فانتسبوا لهم، و إذا هم من جيران السموأل فانصرفوا جميعا. و قال امرؤ القيس:

/

ربّ رام من بني ثعل‌

مخرج كفّيه من قتره [4]

عارض زوراء من نشم‌

مع باناة على وتره [5]

- هكذا في رواية ابن دارم. و يروى «غير باناة» و «تحت باناة»-


[1] في «المشتبه» أنه اختلف فيه هل هو بفتح الراء أو ضمها.

[2] وردت هذه الجملة هكذا في الأصول. و لعل صوابها «أو مما صنعه من روى عنه فلم تكتب هنا».

[3] ثعل: قبيلة من طيّى‌ء.

[4] القتر: جمع قترة و هي بيت الصائد الذي يكمن فيه للوحش لئلا تراه فتنفر منه.

[5] يقال: عرض الرامي القوس عرضا إذا أضجعها ثم رمى عنها. و زوراء: معوجة. و النشم: شجر تتخذ منه القسي. و الرواية التي كتب عنها الشراح هي رواية «غير باناة» و الباناة لغة طيّى‌ء في البانية كما يقولون في ناصية ناصاة و في قارية قاراة. و البانية من القسي: التي لصق و ترها بكبدها حتى كاد ينقطع و ترها في بطنها من لصوقه بها، و هو عيب. و «على» بمعنى «عن» أي غير بانية عن الوتر. و على هذا الوجه يكون «غير» بنصب الراء صفة لزوراء. و يجوز أن يكون بكسر الراء على أنه من صفة الرامي، يقال رجل باناة و هو الذي ينحني صلبه إذا رمى فيذهب سهمه على وجه الأرض، و على هذا تكون «على» هنا في موضعها.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 9  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست