يعني صعب بن عليّ بن بكر بن وائل. معنى قوله
«مستثفرات بالحصى»: يريد أنها أثارت الحصى بحوافرها لشدّة جريها حتى ارتفع إلى
أثفارها [1] فكأنها استثفرت به.
هند بنت حجر
يجيرها عوير بن شجنة:
و قال/ الهيثم
بن عديّ: لمّا قتل حجر انحازت بنته و قطينه إلى عوير بن شجنة. فقال له قومه: كل
أموالهم فإنهم مأكولون، فأبى. فلما كان الليل حمل هندا و قطينها و أخذ بخطام جملها
و أشأم بهم في ليلة طخياء مدلهمّة.
فلما أضاء
البرق أبدى عن ساقيه و كانت حمشتين [2]. فقالت هند: ما رأيت كالليلة ساقي واف.
فسمعها فقال يا هند: هما ساقا غدر شرّ. فرمى بها النّجاد حتى أطلعها نجران، و قال
لها: إني لست أغني عنك شيئا وراء هذا الموضع، و هؤلاء قومك، و قد برئت خفارتي.
فمدحه امرؤ القيس بعدّة قصائد، منها قوله في قصيدة له:
و قال ابن
قتيبة في خبره: إنّ القصة المذكورة عن عوير كانت مع أبي حنبل و جارية ابن مرّ. قال
و يقال: بل كانت مع عامر بن جوين الطائيّ و إن ابنته أشارت عليه بأخذ مال حجر و
عياله، فقام و دخل الوادي ثم صاح: ألا إنّ عامر بن جوين وفى، فأجابه الصّدى بمثل
قوله، فقال: ما «أحسن هذا! ثم دعا ابنته بجذعة [4] من غنم فاحتلبها و شرب و استلقى
على قفاه و قال:
و اللّه لا
أغدر ما أجزأتني جذعة. ثم نهض و كانت ساقاه حمشتين، فقالت ابنته: و اللّه ما رأيت
كاليوم ساقي واف.
فقال: و كيف
بهما إذا كانتا ساقي غادر! هما و اللّه حينئذ أقبح.
امرؤ القيس
يستعدي بكرا و تغلب على بني أسد:
و قال ابن
الكلبيّ عن أبيه و يعقوب بن السّكّيت عن خالد الكلابيّ:
إن امرأ القيس
ارتحل حتى نزل بكرا و تغلب، فسألهم النصر على بني أسد. فبعث العيون على بني أسد
فنذروا [5] بالعيون و لجئوا إلى بني كنانة. و كان الذي أنذرهم بهم علباء بن
الحارث. فلما كان الليل قال لهم علباء:
[1]
الأثفار: جمع ثفر (بالتحريك) و هو السير الذي في مؤخرة السرج تحت ذنب الدابة. و
أما الثفر (بفتح فسكون و بضم فسكون) فهو لجميع ضروب السباع و لكل ذات مخلب كالحياء
للناقة.