و الذي بعده
لهشام بن المغيرة، و كانت عنده أسماء بنت مخرمة النّهشليّة، فولدت له أبا جهل و
أخاه الحارث، ثم غضب عليها فجعلها مثل ظهر أمّه- و كان أوّل ظهار كان- فجعلته قريش
طلاقا. فأرادت أسماء الانصراف إلى أهلها، فقال لها هشام: و أين الموعد؟ قالت:
الموسم. فقال لها ابناها: أقيمي معنا فأقامت معهما. فقال المغيرة بن عبد اللّه و
هو أبو زوجها: أما و اللّه لأزوجنّك غلاما ليس بدون هشام، فزوّجها أبا ربيعة ولده
الآخر، فولدت له عيّاشا و عبد اللّه. فذلك قول هشام:
قال النّوفليّ
في خبره و حدّثني أبي: أنه إنما كان مسافر خرج إلى النّعمان بن المنذر يتعرّض
لإصابة مال ينكح به هندا، فأكرمه النعمان و استظرفه و نادمه و ضرب عليه قبّة من
أدم حمراء. و كان الملك إذا فعل ذلك برجل عرف قدره منه و مكانه عنده. و قدم أبو
سفيان بن حرب في بعض تجاراته، فسأله مسافر عن حال الناس بمكة،/ فذكر له أنه تزوّج
هندا؛ فاضطرب مسافر حتى مات. و قال بعض الناس: إنه استسقى بطنه فكوي فمات بهذا
السبب. قال النّوفليّ: فهو أحد من قتله العشق.
[1]
كذا في ج: و نسخه الشنقيطي مصححة بقلمه. و سرو سحيم: موضع. و في سائر الأصول:
«بسرولنجم» و هو تحريف.