responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 9  صفحه : 233

عرّض هو و كثير كل منهما للآخر أنه سرق بيتا من جميل:

أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثني الزّبير قال حدّثني أبي عن جدّي:

أن الفرزدق لقي كثيّرا فقال له: ما أشعرك يا كثيّر في قولك:

أريد لأنسى ذكرها فكأنّما

تمثّل لي ليلى بكلّ سبيل‌

فعرّض له بسرقته إيّاه من جميل:

أريد لأنسى ذكرها فكأنّما

تمثّل لي ليلى على كلّ مرقب‌

فقال له كثيّر: أنت يا فرزدق أشعر منّي في قولك:

ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا

و إن نحن أومأنا إلى الناس وقّفوا

- قال: و هذا البيت لجميل سرقه الفرزدق- فقال الفرزدق لكثيّر: هل كانت أمّك ترد البصرة؟ قال: لا! و لكن أبي كان نزيلا لأمّك.

أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال حدّثني محمد بن إسماعيل عن عبد العزيز بن عمران عن محمد بن عبد العزيز عن ابن شهاب عن طلحة بن عبد اللّه بن عوف قال: لقي الفرزدق كثيّرا بقارعة البلاط و أنا و هو نمشي؛ فقال له الفرزدق: يا أبا صخر! أنت أنسب العرب حيث تقول:

/

أريد لأنسى ذكرها فكأنما

تمثّل لي ليلى بكلّ سبيل‌

قال: و أنت يا أبا فراس أفخر العرب حيث تقول:

/

ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا

و إن نحن أومأنا إلى الناس وقّفوا

- قال عبد العزيز: و هذان البيتان جميعا لجميل، سرق أحدهما الفرزدق، و سرق الآخر كثيّر- فقال له الفرزدق: يا أبا صخر، هل كانت أمّك ترد البصرة؟ قال: لا! و لكن أبي كان كثيرا يردها. قال طلحة: فو الذي نفسي بيده لقد تعجّبت من كثيّر و جوابه، و ما رأيت أحدا قطّ أحمق منه؛ لقد دخلت عليه يوما في نفر من قريش، و كنّا كثيرا نهزأ به، و كان يتشيّع تشيّعا قبيحا، فقلنا له: كيف تجدك يا أبا صخر؟ فقال: بخير. هل سمعتم الناس يقولون شيئا؟

قلت: نعم! يتحدّثون أنك الدجّال. قال: و اللّه إن قلت ذلك إنّي لأجد في عيني هذه ضعفا منذ أيام!.

و لجرير قصيدة يناقض بها هذه القصيدة في أوّلها غناء نسبته:

ألا أيّها القلب الطّروب المكلّف‌

أفق ربّما ينأى هواك و يسعف‌

ظللت و قد خبّرت أن لست جازعا

لربع بسلمانين عينك تذرف‌

الشعر لجرير. و الغناء لمحمد بن الأشعث الكوفيّ ثاني ثقيل بالبنصر، عن عمرو بن بانة. و قال حبش: فيه ثقيل أوّل بالوسطى. و ليس ذلك بصحيح.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 9  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست