أخبرنا الحرميّ
قال حدّثنا الزّبير قال حدّثني عمّي قال:
قال كثيّر: ما
قلت الشعر حتى قوّلته. قيل له: و كيف ذاك؟ قال: بينا أنا يوما نصف النهار أسير على
بعير لي بالغميم [4] أو بقاع حمدان [5]، إذا راكب قد دنا منّي حتى صار إلى جنبي،
فتأمّلته فإذا هو من صفر [6] و هو يجرّ نفسه في الأرض جرا. فقال لي: قل الشعر و
ألقاه عليّ. قلت: من أنت؟ قال: أنا قرينك من الجنّ. فقلت الشعر.
عزة عشيقته و
أول عشقه لها:
و نسب كثيّر
لكثرة تشبيبه بعزّة الضّمريّة إليها، و عرف بها فقيل [7] كثيّر عزّة. و هي عزّة
بنت حميل [8] بن وقّاص. أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير قال
حدّثني محمد بن الحسن قال:
أبو بصرة [8]
الغفاريّ المحدّث و اسمه حميل بن وقّاص هو أبو عزّة التي كان ينسب بها كثيّر. و
كان ابتداء عشقه إيّاها- على أنه قد قيل: إنه كان في ذلك/ كاذبا و لم يكن بعاشق، و
ذلك يذكر بعد خبره معها- فيما أخبرني به الحرميّ قال حدّثنا الزّبير بن بكّار قال
حدّثني عبد اللّه بن إبراهيم/ السعديّ قال حدّثني إبراهيم بن يعقوب بن جميع
الخزاعيّ:
أنه كان أوّل
عشق كثيّر عزّة أن كثيّرا مرّ بنسوة من بني ضمرة و معه جلب غنم، فأرسلن إليه عزّة
و هي صغيرة، فقالت: يقلن [9] لك النسوة: بعنا كبشا من هذه الغنم و أنسئنا بثمنه
إلى أن ترجع، فأعطاها كبشا و أعجبته. فلما رجع جاءته امرأة منهنّ بدراهمه، فقال: و
أين الصبيّة التي أخذت منّي الكبش؟ قالت: و ما تصنع بها! هذه دراهمك. قال:
لا آخذ دراهمي
إلّا ممن دفعت الكبش إليها. و خرج و هو يقول:
[7] عبارة أ،
م: «و نسب كثير إلى عزة لكثرة تشبيبه بعزة الضمرية و غزله فيها فقيل ... إلخ».
[8] اختلف في
اسم أبي بصرة هذا فقيل: هو حميل (بالحاء المهملة مصغرا) و قيل جميل (بالجيم) و كل
ذلك مضبوط محفوظ. و هو أبو بصرة حميل (أو جميل) بن بصرة بن وقاص بن حبيب بن غفار؛
له صحبة برسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و روي عنه أبو هريرة. في الأصول:
«حميد بن
وقاص» و هو تحريف. (راجع «الاستيعاب في معرفة الأنساب»).