responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 9  صفحه : 17

كما ذكرت؟ قال كثيّر: يا أمير المؤمنين، لو سألتني بحقّك لصدقتك. قال: لا أسألك إلّا بحقّ أبي تراب [1]. فحلف له به فرضي.

تمثل عبد الملك بشعر له حين منعته عاتكة من الخروج لحرب مصعب و حديثه معه عن هذه الحرب:

أخبرنا الفضل بن الحباب أبو خليفة قال حدّثنا محمد بن سلّام قال أخبرني عثمان بن عبد الرحمن، و أخبرنا محمد بن جعفر النحويّ قال حدّثنا محمد بن يزيد المبرّد قال، و أخبرنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري و حبيب بن نصر المهلّبيّ قالا حدّثنا عمر بن شبة، و أخبرنا الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال حدّثنا المؤمّلي عن ابن أبي عبيدة، قالوا جميعا.

لما أراد عبد الملك الخروج إلى مصعب لاذت به عاتكة بنت يزيد بن معاوية و هي أمّ ابنه يزيد، و قالت: يا أمير المؤمنين، لا تخرج السنة لحرب مصعب، فإنّ آل الزّبير ذكروا خروجك، و ابعث إليه الجيوش، و بكت و بكى جواريها معها. و جلس و قال: قاتل اللّه ابن أبي جمعة! فأين قوله:

صوت‌

إذا ما أراد الغزو لم تثن همّه‌

حصان عليها عقد درّ يزينها

نهته فلما لم تر النّهي عاقه‌

بكت فبكى مما شجاها قطينها [2]

- غنّاه ابن سريج ثاني ثقيل بالخنصر في مجرى البنصر عن إسحاق- و اللّه لكأنه/ يراني و يراك يا عاتكة، ثم خرج.

قال محمد بن جعفر النحويّ في خبره- و وافقه عليه عمر بن شبّة-: فلما خرج عبد الملك نظر إلى كثيّر في ناحية عسكره يسير مطرقا، فدعا به و قال: لأعلم ما أسكتك و ألقى عليك بثّك، فإن أخبرتك عنه أ تصدقني؟ قال نعم! قال:

قل و حقّ أبي تراب لتصدقنّي، قال: و اللّه لأصدقنّك. قال: لا أو تحلف به، فحلف به. فقال تقول: رجلان من قريش يلقي أحدهما صاحبه فيحاربه، القاتل و المقتول في النار، فما معنى سيرى مع أحدهما إلى الآخر و لا آمن سهما عائرا لعلّه أن يصيبني فيقتلني فأكون معهما! قال: و اللّه يا أمير المؤمنين/ ما أخطأت. قال: فارجع من قريب، و أمر له بجائزة.

بكى لقتل آل المهلب فزجره يزيد و ضحك منه:

أخبرنا وكيع قال حدّثني أحمد بن أبي طاهر قال حدّثنا أبو تمّام الطائيّ حبيب بن أوس قال حدّثني العطّاف بن هارون عن يحيى بن حمزة قاضي دمشق قال حدّثني حفص الأمويّ قال:

كنت أختلف إلى كثيّر أتروّى شعره. قال: فو اللّه إني لعنده يوما إذ وقف عليه واقف فقال: قتل آل المهلّب‌


[1] أبو تراب: لقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، لقبه بذلك النبي صلى اللّه عليه و سلم، و ذلك أن عليا دخل على فاطمة رضي اللّه عنهما ثم خرج فاضطجع في المسجد. فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم: أين ابن عمك؟ قالت: في المسجد. فخرج إليه صلى اللّه عليه و سلم فوجد رداءه قد سقط عن ظهره و خلص التراب إلى ظهره؛ فجعل عليه الصلاة و السلام يمسح التراب عن ظهره و يقول له: أجلس يا أبا تراب (مرتين). (عن «شرح القسطلاني على صحيح البخاري» ج 6 ص 138).

[2] القطين: الخدم و الأتباع و الحشم.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 9  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست