responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 9  صفحه : 139

أ خبّرت أنّي فيك ميّت حسرتي‌

فما فاض من عينيك للوجد مدمع‌

و لكن لعمري قد بكيتك جاهدا

و إن كان دائي كلّه منك أجمع‌

صبيحة جاء العائدات يعدنني‌

فظلّت عليّ العائدات تفجّع‌

فقائلة جئنا إليه و قد قضى‌

و قائلة لا، بل تركناه ينزع‌

و روى القحذميّ هاهنا:

فما غشيت عينيك من ذاك عبرة

و عيني على ما بي بذكراك تدمع‌

/ إذا أنت لم تبكي عليّ جنازة [1]

لديك فلا تبكي غدا حين أرفع‌

قال: فبلغتها الأبيات، فجزعت جزعا شديدا و بكت بكاء كثيرا. ثم خرجت إليه ليلا على موعد فاعتذرت و قالت:

إنما أبقي عليك و أخشى أن تقتل، فأنا أتحاماك لذلك، و لو لا هذا لما/ افترقنا. و ودّعته و انصرفت.

شعره فيها و قد بلغه أنها كذبت مرضه:

و قال خالد بن كلثوم: فبلغه أنّ أهلها قالوا لها: إنه عليل لما به و إنه سيموت في سفره هذا. فقالت لهم لتدفعهم عن نفسها: ما أراه إلا كاذبا فيما يدّعي و متعلّلا لا عليلا. فبلغه ذلك فقال:

تكاد بلاد اللّه يا أمّ معمر

بما رحبت يوما عليّ تضيق‌

تكذّبني بالودّ لبنى وليتها

تكلّف منّي مثله فتذوق‌

و لو تعلمين الغيب أيقنت أنني‌

لكم و الهدايا المشعرات صديق‌

تتوق إليك النفس ثم أردّها

حياء و مثلي بالحياء حقيق‌

أذود سوام النفس عنك و ماله‌

على أحد إلا عليك طريق‌

فإنّي و إن حاولت صرمي و هجرتي‌

عليك من احداث الرّدى لشفيق‌

و لم أر أيّاما كأيّامنا التي‌

مررن علينا و الزمان أنيق‌

و وعدك إيّانا، و لو قلت عاجل،

بعيد كما قد تعلمين سحيق‌

و حدّثتني يا قلب أنك صابر

على البين من لبنى فسوف تذوق‌

فمت كمدا أو عش سقيما فإنّما

تكلّفني مالا أراك تطيق‌

أطعت وشاة لم يكن لك فيهم‌

خليل و لا جار عليك شفيق‌

فإن تك لمّا تسل عنها فإنّني‌

بها مغرم صبّ الفؤاد مشوق‌

/ بلبنى أنادى عند أوّل غشية

و يثني بها الدّاعي لها فأفيق‌


[1] الجنازة (بالكسر و يفتح): الميت. و قيل: الجنازة بالكسر الميت و بالفتح السرير، و قيل عكس ذلك. و المراد هنا المريض المشرف على الموت.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 9  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست