responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 9  صفحه : 112

ففرّجت همّ النفس عنّي بحلفة

كما شقّت الشّقراء عنها جلالها

أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير بن بكّار قال:

قدم ناس من بهز المدينة يستعدون على الشّماخ و زعموا أنه هجاهم و نفاهم، فجحد ذلك الشماخ. فأمر عثمان كثير بن الصّلت أن يستحلفه على منبر النبيّ صلى اللّه عليه و سلم: ما هجاهم. فانطلق به كثير إلى المسجد ثم انتحاه دون بني بهز- و بهز: اسمه تيم بن سليم بن منصور- فقال له: ويلك يا شمّاخ! إنك لتحلف على منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و من حلف به آثما يتبوّأ مقعده من النار! قال: فكيف أفعل فداؤك أبي و أمّي؟! قال: إني سوف أحلّفك ما هجوتهم، فاقلب الكلام عليّ و على ناحيتي فقل: و اللّه ما هجوتكم، فأردني و ناحيتي بذلك، و إني سأدفع عنك. فلمّا وقف حلف كما قال له و أقبل كثير فقال: ما هجوتكم. فقالت بهز: ما عنى غيركم، فأعد اليمين عليه. فقال: مالي أتأوّله! هل استحلفته إلّا لكم! و ما اليمين إلّا مرّة واحدة! انصرف يا شمّاخ. فانصرف و هو يقول:

أتتني سليم قضّها و قضيضها

تمسّح حولي بالبقيع سبالها

يقولون لي يا احلف و لست بحالف‌

أخادعهم عنها لكيما أنالها

فلو لا كثير نعّم اللّه باله‌

أزلّت [1] بأعلى حجّتيك نعالها

/ ففرّجت همّ الموت عنّي بحلفة

كما شقّت الشّقراء عنها جلالها

سألته امرأة لا تعرفه عن قصته مع زوجه، و شعره في ذلك:

و نسخت هذا الخبر على التمام من كتاب يحيى بن حازم قال حدّثني عليّ بن صالح صاحب المصلّى قال قال القاسم بن معن:

كان الشماخ تزوّج امرأة من بني سليم فأساء إليها و ضربها و كسر يدها. فعرضت امرأة من قومها، يقال لها أسماء ذات يوم للطريق تسأل عن صاحبتها. فاجتاز الشمّاخ و هي لا تعرفه: فقالت له: ما فعل الخبيث شمّاخ؟ فقال لها: و ما تريدين منه؟ قالت: إنه فعل بصاحبة لنا كيت و كيت. فتجاهل عليها و قال: لا أعلم له خبرا، و مضى و تركها و هو يقول:

تعارض أسماء الرّفاق عشيّة

تسائل عن ضغن النساء النّواكح‌

و ما ذا عليها إن قلوص تمرّغت‌

بعدلين أو ألقتهما بالصّحاصح [2]

فإنك [3] لو أنكحت دارت بك الرّحا

و ألقيت رحلي سمحة غير طامح‌

أ أسماء إنّي قد أتاني مخبّر

بفيقة [4] ينبي منطقا غير صالح‌


[1] أزلت: أزلقت. و مرجع الضمير فيه سليم خصومه.

[2] كذا في ج: و الصحاصح: جمع صحصح و هو الأرض الجرداء المستوية. يريد: ما ذا يهمها من امرأة أساءت عشرة زوجها فأدبها.

و في سائر الأصول: «الصحائح» و هو تحريف.

[3] كذا في «ديوانه»: يريد: لو تزوجتك دارت بك الرحى أي انقلب أمرك و تغير. و ألقيت رحلي أي أنزلتني عندك و أكرمت مثواي.

و سمحة: منقادة. و غير طامح: غير ملتفتة إلى الرجال. و في الأصول: «فإياك إن أنكحت».

[4] فيقة الضحى: أولها و ارتفاعها.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 9  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست