و قد أخبرني
أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا شهاب بن عبّاد قال
حدّثنا محمد بن بشر قال حدّثنا مسعر عن عبد الملك بن عمير عن الصّقر بن عبد اللّه
عن عروة عن عائشة قالت:
أخبرني أحمد
قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا سليمان بن داود الهاشميّ قال أخبرنا إبراهيم بن
سعد الزّهريّ عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن أبي ربيعة عن أم كلثوم بنت
أبي بكر الصدّيق:
/ أن عائشة
حدّثتها أن عمر أذن لأزواج النبي صلى اللّه عليه و سلم أن يحججن في آخر حجّة حجّها
عمر. قال: فلما ارتحل عمر من المحصّب [4] أقبل رجل متلثّم فقال و أنا أسمع: هذا
كان منزله، فأناخ في منزل [5] عمر ثم رفع عقيرته يتغنّى:
عليك سلام من أمير و باركت
يد اللّه في ذاك الأديم الممزّق
فمن يجر أو يركب جناحي نعامة
ليدرك ما قدّمت بالأمس يسبق
قضيت أمورا ثم غادرت بعدها
بوائق في أكمامها لم تفتّق
قالت عائشة:
فقلت لبعض أهلي: اعلموا لي علم هذا الرجل، فذهبوا فلم يجدوا في مناخه أحدا. قالت
عائشة:
فو اللّه إني
لأحسبه من الجنّ. فلما قتل عمر نحل الناس هذه الأبيات للشّمّاخ بن ضرار أو جمّاع بن
ضرار. هكذا في الخبر، و هو جزء بن ضرار.
وضعه ابن
سلام في الطبقة الثالثة:
و جعل محمد بن
سلّام في الطبقة الثالثة الشمّاخ و قرنه بالنابغة و لبيد و أبي ذؤيب الهذليّ، و
وصفه فقال: كان
[1]
العضاه: كل شجر يعظم و له شوك. و الأسؤق: جمع ساق.
[3] السبنتى
هنا: الجريء: و أزرق العين: يريد به الأعجمي. و المطرق: المسترخي العين.
[4] في
الأصول «من الحصبة» و التصحيح عن ابن سعد في العبارة الآتية.
[5] كذا في
أ، م. و في سائر الأصول: «في منزله عمر» و هو تحريف. و قد وردت هذه القصة في «كتاب
الطبقات الكبير لابن سعد» (ج 3 ص 241) هكذا: «قال ابن شهاب فأخبرني إبراهيم بن عبد
الرحمن بن أبي ربيعة أن أمه أم كلثوم بنت أبي بكر حدثته عن عائشة قالت: لما كان
آخر حجة حجها عمر بأمهات المؤمنين قالت: إذ صدرنا هي عرفة مررت بالمحصب سمعت رجلا
على راحلته يقول: أين كان عمر أمير المؤمنين فسمعت رجلا آخر يقول: هاهنا كان أمير
المؤمنين. قال: فأناخ راحلته ثم رفع عقيرته ...