و كان عطية
استوهب منه أعراضهم لصهر كان بينه و بينهم، و كان عطية سيّدا من سادات بني تميم.
فلما سمع هذا الشعر قال: و اللّه لقد امتن عليّ أبو فراس بهذه الهبة و ما [3]
تممها حتى ارتجعها، و وصل الامتنان بتحريرهم بأقبح هجاء لهم.
: و حارثة بن
بدر من فرسان بني تميم و وجوهها و ساداتها [و جودائها [6]]، و أحسب أنه قد أدرك
النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في حال صباه و حداثته. و هو من ولد [7] بني الأحنف
بن قيس، و ليس بمعدود في فحول الشعراء، و لكنه كان يعارض نظراءه الشّعر، و له من
ذلك أشياء كثيرة ليست مما يلحقه بالمتقدمين في الشعر و المتصرفين في فنونه.
هو و ابن
زياد و قد عاتبه على الشراب
: أخبرني أحمد
بن عبد العزيز [الجوهري [8]]، قال: أنبأنا عمر بن شبّة، قال: أنبأنا المدائني،
قال:
كان زياد مكرما
لحارثة بن بدر، قابلا لرأيه، محتملا لما يعلمه من تناوله الشراب. [فلما ولي عبيد
اللّه بن زياد أخّر حارثة بعض التأخير، فعاتبه على ذلك. فقال له عبيد اللّه: إنك
تتناول الشراب [9]]. فقال له: قد كان أبوك يعلم
[4] أ، ب: «و
فيه يقول الشاعر و هو جرير». و لم يرد الشعر في «ديوان» جرير.
[5] النجائب:
جمع نجيبة، و هي الكريمة العتيقة، من النوق و الأفراس. و المقربات: جمع مقربة، و
هي الفرس يقرب مربطها و معلفها لكرامتها و السعال: جمع سعلاة، و هي الغول.
[6] التكملة
من أ، ب: «و يقال في جمع الجواد من الرجال: جود، و أجواد، و أجاود، و جوداء.
[7] أ، ب:
«من لدات». و اللدات: جمع لدة، و هو من يولد معك.