فقال
لي ابتداء: أيما أشعر عندك: العباس بن الأحنف أو أبو العتاهية؟ فعلمت الذي يريد،
فأطرقت كأني مستثبت ثم قلت: أبو العتاهية أشعر. قال: أنشدني لهذا و لهذا؛ قلت:
فبأيّهما أبدأ؟ قال: بالعباس. قال: فأنشدته أجود/ ما أرويه للعبّاس، و هو قوله:
أحرم منكم بما أقول و قد
نال به العاشقون من عشقوا
فقال لي: أحسن،
فأنشدني لأبي العتاهية، فأنشدته أضعف ما أقدر عليه، و هو قوله:
/ ويحك! أ تعرف لأحد مثل هذا، أو تعرف أحدا
سبقه إلى قوله: «فتنفّست ثم قلت كذا و كذا»! اذهب ويحك فاحفظها؛ فقلت: نعم يا أمير
المؤمنين، و لو كنت سمعت بها لحفظتها. قال إسحاق: و ما أشكّ إني كنت أحفظ لها
حينئذ من أبي العتاهية، و لكنّي إنما أنشدت ما أنشدت تعصّبا.
صحب الرشيد
إلى خراسان و عرّض للرجوع بشعر فاذن له
: قال محمد بن
يزيد:
و حدّثت من غير
وجه أنّ الرشيد ألف العباس بن الأحنف؛ فلما خرج إلى خراسان طال مقامه بها، ثم خرج
إلى أرمينية و العباس معه ماشيا إلى بغداد، فعارضه في طريقه فأنشده: