وفد على كسرى
و أكل عنده الفالوذ فصنعه بمكة و دعا الناس إليه
: أخبرني محمد
بن العباس اليزيديّ قال حدّثنا محمد بن إسحاق البغويّ قال حدّثنا الأثرم عن أبي
عبيدة قال:
كان ابن جدعان
سيّدا من قريش؛ فوفد على كسرى فأكل عنده الفالوذ، فسأل عنه فقيل له: هذا الفالوذ.
قال:
و ما الفالوذ؟
قالوا [2]: لباب البرّ يلبك مع عسل/ النحل. قال: ابغوني غلاما يصنعه؛ فأتوه بغلام
يصنعه فابتاعه ثم قدم به مكة معه، ثم أمره فصنع له الفالوذ بمكة، فوضع الموائد
بالأبطح إلى باب المسجد، ثم نادى مناديه: ألا من أراد الفالوذ فليحضر فحضر الناس؛
فكان فيمن حضر أميّة بن أبي الصّلت؛ فقال فيه:
استشهاد
سفيان بن عيينة في تفسير حديث بشعر لأمية فيه
: حدّثنا أحمد
بن عبيد اللّه بن عمّار قال أخبرنا يعقوب بن إسرائيل مولى المنصور قال حدّثني محمد
بن عمران الجرجانيّ- و ليس بصاحب إسحاق الموصليّ؛ قال: و هو شيخ لقيته بجرجان- قال
حدّثنا الحسين بن الحسن المروزيّ قال:
سألت سفيان بن
عيينة فقلت: يا أبا محمد، ما تفسير قول النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «كان من
أكثر دعاء الأنبياء قبلي لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و
هو على كل شيء قدير» و إنما هو ذكر و ليس فيه من الدعاء شيء؟
فقال لي: أعرفت
حديث مالك بن الحارث: يقول اللّه جلّ ثناؤه: «إذا شغل عبدي ثناؤه عليّ عن مسألتي
أعطيته أفضل ما أعطي السائلين»؟ قلت: نعم! أنت حدّثتنيه عن منصور عن مالك بن
الحارث. قال: فهذا تفسير ذلك، ثم قال: أ ما علمت ما قال أميّة بن أبي الصّلت حين
خرج إلى ابن جدعان يطلب نائله و فضله. قلت: لا أدري؟ قال قال:
/
أ أذكر حاجتي أم قد كفاني
حياؤك إنّ شيمتك الحياء
إذا أثنى عليك المرء يوما
كفاه من تعرّضه الثناء
ثم قال سفيان:
فهذا مخلوق ينسب إلى الجود فقيل له: يكفينا من مسألتك أن نثني عليك و نسكت حتى
تأتي على حاجتنا، فكيف بالخالق!.