/ و
ذكر هارون بن الزيّات هذا الخبر عن حمّاد عن أبيه أنه كان نازلا على عكرمة الفيّاض
و أنه خرج من عنده يوما، فمرّ بفتيان يشربون و معهم قينة يقال لها شقراء. و ذكر
الخبر مثل ما قبله، و زاد فيه: فأقام عندهم أربعة أيّام. و ظنّ عكرمة أنه غضب
فانصرف عنه. فلما أتاه أخبره بخبره، فبعث إلى الفتيان بألف درهم و أعطاه خمسة
آلاف، فمضى بها إليهم و قال: استعينوا بهذه على أمركم. و لم يزل ينادمهم حتى رحل.
حكم بين جرير
و الفرزدق بأمر بشر بن مروان
: أخبرني أبو
خليفة عن محمد بن سلّام قال حدّثني أبو يحيى الضّبّيّ قال:
اجتمع الفرزدق
و جرير و الأخطل عند بشر بن مروان، و كان بشر يغري بين الشعراء. فقال للأخطل: احكم
بين الفرزدق و جرير. فقال: أعفني أيها الأمير. قال: احكم بينهما، فاستعفاه بجهده
فأبى إلا أن يقول؛ فقال: هذا حكم مشئوم؛ ثم قال: الفرزدق ينحت من صخر، و جرير يغرف
من بحر. فلم يرض بذلك جرير، و كان سبب الهجاء بينهما. فقال جرير في حكومته:
[2] يشير إلى
حادثة كليب و جساس بن مرة الشهيرة. و اللقحة: الناقة الحلوب.
[3] في
«ديوانه» ص
[274] : «و لقد تجاربتم على أحسابكم».
[4] حزوم:
جبيل فوق الهضبة في ديار بني أسد. (عن «شرح القاموس» مادة حزرم). و أبان: جبل شرقي
الحاجز فيه نخل و ماء، و يعرف بالأبيض، و هو أيضا جبل لبني فزارة و هو المعروف
بالأسود، و بينهما ميلان و قيل فيهما غير ذلك. (انظر «معجم البلدان» لياقوت و «شرح
القاموس» مادة أبن).
[5] عفوة كل
شيء: صفوته و كثرته. و العطن: مناخ الإبل حول الورد.