العبّاس
بن يزيد بن الأسود الكنديّ و إلى العجير السّلوليّ و إلى عمرو بن عقيل بن الحجّاج
الهجيميّ و هو أصح الأقوال؛ رواه ثعلب عن أبي نصر عن الأصمعيّ. و على أنّ في هذه
الروايات أبياتا ليست مما يغنّى فيه و أبياتا ليست في الرواية [1]. و قد روي أيضا
أنّ الجماعة المذكورة تساجلوا هذه الأبيات فقال كل واحد منهم بعضا. و أخبار ذلك و
ما يحتاج إليه في شرح غريبه يذكر بعد هذا. و الغناء في اللحن المختار لمعبد خفيف
ثقيل أوّل بالوسطى. و في هذين البيتين مع أبيات أخر من القصيدة اشتراك كثير بين
المغنّين يتقدّم بعض الأبيات فيه بعضا و يتأخّر بعضها عن بعض على اختلاف تقديم ذلك
و تأخيره. و الأبيات تكتب هاهنا ثم تنسب صنعة كلّ صانع في شيء منها إليه؛ و هي
بعد البيتين الأوّلين، إذ كانا قد مضيا و استغني عن إعادتهما،:
بسيط مولى عبد
اللّه بن جعفر خفيف ثقيل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر من رواية إسحاق في «أمّا
القطاة» و الذي بعده، و «تنتاش [5] صفراء» خفيف ثقيل نصر عن عمرو. و لإبراهيم
الموصليّ في «لما تبدّى لها» و «أمّا القطاة» خفيف رمل عن الهشاميّ. و لعمر
الواديّ في «أمّا القطاة» ثقيل بالوسطى. و لابن جامع في «لما تبدّى لها» و بعده
«أمّا القطاة» خفيف رمل. و لسياط في الأوّل و الثاني و بعدهما «تشتق في حيث لم
تبعد» خفيف ثقيل بالبنصر، و من الناس من ينسب لحنه إلى عمر الواديّ و ينسب لحن عمر
إليه. و لعلّويه في «أمّا القطاة» و الذي بعده رمل هو من صدور أغانيه و مقدّمها.
فجميع ما وجدته في هذه الأبيات من الصنعة أحد عشر لحنا [6].
تفاخر جماعة
من الشعراء فتسابقوا في وصف القطاة
: فأمّا خبر
هذا الشعر، فإن ابن الكلبيّ زعم أنّ السبب فيه أنّ العجير السّلوليّ أوس بن غلفاء
الهجيميّ و مزاحما العقيليّ و العباس بن يزيد بن الأسود الكنديّ و حميد بن ثور
الهلاليّ اجتمعوا فتفاخروا بأشعارهم و تناشدوا و ادّعى كل واحد منهم أنه أشعر من
صاحبه. و مرّ بهم سرب قطا؛ فقال أحدهم: تعالوا حتى نصف القطا ثم نتحاكم إلى من
نتراضى به، فأيّنا كان أحسن وصفا لها غلب أصحابه؛ فتراهنوا على ذلك. فقال أوس بن
غلفاء الأبيات المذكورة و هي «أمّا القطاة». و قال حميد أبياتا وصف ناقته فيها، ثم
خرج إلى صفة القطاة فقال: