قالت جميلة:
أحسنت يا معبد اختيار الشعر و الغناء- هذا الشعر لمعن [1] بن أوس-
غناء ابن
محرز
: ثم قالت: هات
يا ابن محرز؛ فإنّي لم أؤخّرك لخساسة بك و لا جهلا بالذي يجب في الصناعة، و لكنّني
رأيتك تحبّ من الأمور كلّها أوسطها و أعدلها، فجعلتك حيث تحبّ واسطة بين/ المكيّين
و المدنيّين. فغنّى:
: فقالت جميلة:
يا أبا الخطّاب، كيف بدا لك في ثلاثة [4] و أنت لا ترى ذلك؟! قال: أحببت أن أواسي
معبدا. قال معبد: و اللّه ما عدوت ما أردت [5]. ثم قالت للغريض: هات يا مولى
العبلات فاندفع يغنّي:
قالت جميلة:
أحسن عمرو بن شأس و لم تحسن إذا أفسدت غناءك بالتعريض. و اللّه ما وضعناك إلّا
موضعك و لا نقصنا من حظّك! فبما ذا أهنّاك! ثم أقبلت على الجماعة فقالت: يا هؤلاء،
اصدقوه و عرّفوه نفسه ليقنع بمكانه.
فأقبل القوم
عليه و قالوا له: قد أخطأت إن كنت عرّضت. فقال: قد كان ذلك، و لست بعائد. و قام
إلى جميلة فقبّل طرف ثوبها و اعتذر فقبلت عذره و قالت له: لا تعد. ثم أقبلت على
ابن عائشة فقالت: يا أبا جعفر هات؛ فتغنّى بشعر النابغة [7]:
و
حملك من الثقل ما يبزى له ظهرك فلا تطيق الثبات تحته و النهوض به.
[1] شاعر فحل
من مخضرمي الجاهلية و الإسلام، و له ترجمة في «الأغاني (ج 10 طبع بلاق)».
[5] هكذا في
الأصول: و المراد في هذه الجملة كلها غير واضح.
[6] هو عرار
بن عمرو بن شأس. و قد ورد في أكثر كتب الأدب، «كالحماسة» و «الكامل للمبرد» و
«الشعر و الشعراء» و «طبقات ابن سلام»، مضبوطا بالقلم بكسر العين. و ضبطه شارح
«القاموس» فقال: هو كسحاب. و هو ابن عمرو بن شأس من أمة له سوداء، و كان بينه و
بين زوج أبيه أم حسان نزاع و خصام، فقد كانت تؤذيه و تعيره و تشتمه. و حاول عمرو
أن يصلح ما بينهما فلم يفلح فطلقها.
[7] في
الأصول: «بشعر حسان» و هو خطأ، فهذا الشعر للنابغة الذبياني و ليس لحسان. « (راجع
«ديوان النابغة» طبع باريس و «شعراء النصرانية»، و «معجم ما استعجم» للبكري، و
«معجم البلدان» لياقوت في الكلام على جولان»).