: أخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثني مصعب بن عبد اللّه قال:
كانت تحت محمد
بن عبد اللّه بن حسن امرأة من ولد الزّبير يقال لها فليحة، و كانت لها صبيّة يقال
لها رخيّة، قد ربّتها لغير رشدة، و كانت من أجمل النساء وجها. فرأت محمدا و قد نظر
إليها ذات يوم نظرا شديدا، ثم تمثّل قول جميل:
فقالت له
فليحة: كأنك تريد رخيّة! قال: إي و اللّه! قالت: إنّي أخشى أن تجيء منك بولد و هي
لغير رشدة. فقال لها: إنّ الدّنس لا يلحق الأعقاب و لا يضرّ الأحساب. فقالت له:
فما يضرّ إذا! و اللّه ما يضرّ إلا الأعقاب و الأحساب، و قد وهبتها لك. فسرّ بذلك
و قال: أما و اللّه لقد أعطيتك خيرا منها. قالت: و ما هو؟ قال: أبيات جميل التي
أنشدتك إيّاها؛ لقد مكثت أسعى في طلبها حولين. فضحكت و قالت: مالي و لأبيات جميل!
و اللّه ما ابتغيت إلا مسرّتك./ قال: فولدت منه غلاما. و كانت فليحة تدعو اللّه
ألّا يبقيه. فبينا محمد في بعض هربه من المنصور و الجارية و ابنها معه إذ رهقهما
الطلب، فسقط الصبيّ من الجبل فتقطّع. فكان محمد بعد ذلك يقول: أجيب في هذا الصبي
دعاء فليحة.
نصح أبوه له
فردّ عليه ردا أبكاه و أبكى الحاضرين، و شعره في ذلك
: و قال الهيثم
بن عديّ و أصحابه في أخبارهم:
لمّا نذر أهل
بثينة دم جميل و أباحهم السلطان قتله، أعذروا إلى أهله. و كانت منازلهم متجاورة،
إنما هم بيوتات يفترقون كما يفترق البطون و الأفخاذ و القبائل غير متباعدين؛ أ لم
تر إلى/ قول جميل:
فمشت مشيخة
الحيّ إلى أبيه- و كان يلقّب صباحا و كان ذا مال و فضل و قدر في أهله- فشكوه إليه
و ناشدوه اللّه و الرّحم و سألوه كفّ ابنه عمّا يتعرّض له و يفضحهم به في فتاتهم؛
فوعدهم كفّه و منعه ما استطاع، ثم انصرفوا. فدعا به فقال له: يا بنيّ! حتى متى أنت
عمه في ضلالك، لا تأنف من أن تتعلق بذات بعل يخلو بها و ينكحها و أنت عنها بمعزل
ثم تقوم من تحته إليك فتغرّك بخداعها و تريك الصفاء و المودّة و هي مضمرة لبعلها
ما تضمره الحرّة لمن