responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 8  صفحه : 300

فقلت لها يا عزّ أرسل صاحبي‌

إليك [1] رسولا و الموكّل مرسل‌

بأن تجعلي بيني و بينك موعدا

و أن تأمريني ما الذي فيه أفعل‌

و آخر عهدي منك يوم لقيتني‌

بأسفل وادي الدّوم و الثوب يغسل‌

قال: فضربت بثينة جانب خدرها و قالت: إخسأ إخسأ! فقال أبوها: مهيم [2] يا بثينة؟ قالت: كلب يأتينا إذا نوّم الناس من وراء الرّابية. ثم قالت للجارية: ابغينا من الدّومات حطبا/ لنذبح لكثيّر شاة و نشويها له. فقال كثيّر: أنا أعجل من ذلك. و راح إلى جميل فأخبره. فقال له جميل: الموعد الدّومات. و قالت لأم الحسين و ليلى و نجيّا بنات خالتها و كانت قد أنست إليهنّ و اطمأنّت بهنّ: إني قد رأيت في نحو نشيد كثيّر أن جميلا معه. و خرج كثيّر و جميل حتى أتيا الدّومات، و جاءت بثينة و من معها، فما برحوا حتى برق الصبح. فكان كثيّر يقول: ما رأيت مجلسا قطّ أحسن من ذلك و لا مثل علم أحدهما بضمير الآخر! ما أدري أيّهما كان أفهم!

وصف صالح بن حسان بيتا من شعره‌

: أخبرني محمد بن العبّاس اليزيديّ قال حدّثنا الخليل بن أسد قال حدّثنا العمريّ عن الهيثم بن عديّ، و أخبرني عمّي عن الكرانيّ عن العمريّ عن الهيثم بن عديّ قال قال لي صالح بن حسّان:

هل تعرف بيتا نصفه أعرابيّ [3] في شملة و آخره مخنّث من أهل العقيق يتقصف تقصّفا؟ قلت: لا. قال: قد أجّلتك حولا. قلت: لا أدري ما هو! فقال قول جميل:

ألا أيّها النّوّام ويحكم هبّوا

كأنه أعرابيّ في شملة. ثم أدركه ما يدرك العاشق فقال:

أسائلكم هل يقتل الرجل الحبّ‌

كأنه من كلام مخنّثي العقيق.

أهدر السلطان لأهل بثينة دمه إن لقيها و ما كان منه بعد ذلك‌

: أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير بن حرب قال أخبرنا عبد اللّه بن أبي كريم عن أبي عمرو و إسحاق بن مروان قال [4]:

عشق جميل بثينة و هو غلام، فلما بلغ خطبها فمنع منها، فكان يقول فيها الأشعار، حتى اشتهر و طرد، فكان يأتيها سرّا ثم تزوّجت فكان يزورها في بيت زوجها [في الحين‌] خفية إلى أن استعمل دجاجة بن ربعيّ على وادي القرى فشكوه إليه فتقدّم إليه ألّا يلمّ بأبياتها و أهدر دمه لهم إن عادوا زيارتها، فاحتبس حينئذ.


[1] رواية «الأمالي» لأبي علي القالي (ج 3 ص 231 طبع دار الكتب المصرية):

على نأي دار و الرسول موكل‌

[2] مهيم: كلمة يمانية و معناها: ما أمرك، و ما شأنك، و ما الذي أرى بك؟ و نحو هذا من الكلام.

[3] كذا وردت هذه العبارة في «الأغاني» فيما يأتي في هذه الترجمة (ص 118). و وردت في ب، س هنا: «هل تعرف نصف بيت أعرابي في شملة و نصف مخنث ... إلخ» و في سائر الأصول: «... بيت أعرابي في شملة و نصفه مخنث ... إلخ».

[4] لعله «قالا».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 8  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست