responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 8  صفحه : 259

النعمان بن المنذر؛ فارتحلت من عندهم. فلما دخلت اليمامة سألت عن عمرو هذا فإذا هو قد دفن في ذلك الوقت الذي قالت فيه ما قالت.

قصته مع عمر بن عبد العزيز حين وفد عليه‌

: أخبرني محمد بن العباس اليزيديّ قال حدّثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدّثنا محمد بن الحكم، و أخبرنا أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا أبو الهيثم بدر بن سعيد العطّار قال حدّثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال:

لمّا استخلف عمر بن عبد العزيز جاءه الشعراء فجعلوا لا يصلون إليه؛ فجاء عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود و عليه عمامة قد أرخى طرفيها فدخل؛ فصاح به جرير:

يا أيّها القارئ [1] المرخى عمامته‌

هذا زمانك إنّي قد مضى زمني‌

أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه‌

أنّي لدى الباب كالمصفود في قرن‌

قال: فدخل على عمر فاستأذن له، فأدخله عليه. و قد كان هيأ له شعرا، فلما دخل عليه غيّره و قال:

إنا لنرجو إذا ما الغيث أخلفنا

من الخليفة ما نرجو من المطر

نال الخلافة إذ كانت له قدرا

كما أتى ربّه موسى على قدر

أ أذكر الجهد و البلوى التي نزلت‌

أم تكتفي بالذي بلّغت من خبري‌

ما زلت بعدك في دار تعرّفني [2]

قد طال بعدك إصعادي و منحدري‌

لا ينفع الحاضر المجهود بادينا

و لا يجود لنا باد على حضر

كم بالمواسم من شعثاء أرملة

و من يتيم ضعيف الصوت و البصر

يدعوك دعوة ملهوف كأنّ به‌

خبلا من الجنّ أو مسّا من النّشر [3]

/ ممّن يعدّك تكفي فقد والده‌

كالفرخ في العشّ لم ينهض و لم يطر

/ قال: فبكى عمر ثم قال: يا ابن الخطفى، أ من أبناء المهاجرين أنت فنعرف لك حقّهم، أم من أبناء الأنصار فيجب لك ما يجب لهم، أم من فقراء المسلمين فنأمر صاحب صدقات قومك فيصلك بمثل ما يصل به قومك؟ فقال: يا أمير المؤمنين، ما أنا بواحد من هؤلاء، و إني لمن أكثر قومي مالا، و أحسنهم حالا، و لكنّي أسألك ما عوّدتنيه الخلفاء: أربعة آلاف درهم و ما يتبعها من كسوة و حملان. فقال له عمر: كلّ امرئ يلقى فعله، و أمّا أنا فما أرى لك في مال اللّه حقّا، و لكن انتظر، يخرج عطائي، فأنظر ما يكفي عيالي سنة منه فادّخره لهم، ثم إن فضل فضل صرفناه إليك. فقال جرير: لا، بل يوفّر أمير المؤمنين و يحمد و أخرج راضيا؛ قال: فذلك أحبّ إليّ؛ فخرج. فلما ولّى قال عمر: إن شرّ هذا ليتّقى؛ ردّوه إليّ، فردّوه فقال: إن عندي أربعين دينارا و خلعتين إذا غسلت إحداهما


[1] في ديوان جرير المخطوط: «يا أيها الرجل».

[2] أصل معنى التعرّق أخذ ما على العظم من اللحم نهشا بالأسنان. يريد أنها تفقره و لا تدع له شيئا.

[3] كذا في ديوانه. و في الأصول: «من البشر» بالباء و هو تصحيف. و النشر: جمع نشر و هي رقية يعالج بها المجنون و المريض.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 8  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست