النعمان
بن المنذر؛ فارتحلت من عندهم. فلما دخلت اليمامة سألت عن عمرو هذا فإذا هو قد دفن
في ذلك الوقت الذي قالت فيه ما قالت.
قصته مع عمر
بن عبد العزيز حين وفد عليه
: أخبرني محمد
بن العباس اليزيديّ قال حدّثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدّثنا محمد بن الحكم، و
أخبرنا أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا أبو الهيثم
بدر بن سعيد العطّار قال حدّثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال:
لمّا استخلف
عمر بن عبد العزيز جاءه الشعراء فجعلوا لا يصلون إليه؛ فجاء عون بن عبد اللّه بن
عتبة بن مسعود و عليه عمامة قد أرخى طرفيها فدخل؛ فصاح به جرير:
/ قال: فبكى عمر ثم قال: يا ابن الخطفى، أ من
أبناء المهاجرين أنت فنعرف لك حقّهم، أم من أبناء الأنصار فيجب لك ما يجب لهم، أم
من فقراء المسلمين فنأمر صاحب صدقات قومك فيصلك بمثل ما يصل به قومك؟ فقال: يا
أمير المؤمنين، ما أنا بواحد من هؤلاء، و إني لمن أكثر قومي مالا، و أحسنهم حالا،
و لكنّي أسألك ما عوّدتنيه الخلفاء: أربعة آلاف درهم و ما يتبعها من كسوة و حملان.
فقال له عمر: كلّ امرئ يلقى فعله، و أمّا أنا فما أرى لك في مال اللّه حقّا، و لكن
انتظر، يخرج عطائي، فأنظر ما يكفي عيالي سنة منه فادّخره لهم، ثم إن فضل فضل صرفناه
إليك. فقال جرير: لا، بل يوفّر أمير المؤمنين و يحمد و أخرج راضيا؛ قال: فذلك أحبّ
إليّ؛ فخرج. فلما ولّى قال عمر: إن شرّ هذا ليتّقى؛ ردّوه إليّ، فردّوه فقال: إن
عندي أربعين دينارا و خلعتين إذا غسلت إحداهما