responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 8  صفحه : 251

يأبه فغطّيت وجهي، فما أغناني ذلك شيئا. قال العنزيّ حدّثني مسعود بن بشر عن أبي عبيدة قال قال يونس: ما أرى جريرا قال هذا المصراع إلا حين غطّى الفرزدق عنفقته، فإنه نبّهه عليه بتغطيته إيّاها.

سئل الفرزدق عمن يجاريه في الشعر فلم يعترف إلا به‌

: أخبرني حبيب بن نصر المهلّبيّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا المدائنيّ عن أبي بكر الهذليّ قال:

قال رجل من بني دارم للفرزدق و هو بالبصرة: يا أبا فراس، هل تعلم اليوم أحدا يرمي معك؟ فقال: لا! و اللّه ما أعرف نابحا إلا و قد استكان و لا ناهشا إلا و قد انجحر إلا القائل:

/

فإن لم أجد في القرب و البعد حاجتي‌

تشأمت أو حوّلت وجهي يمانيا

فردّي جمال الحيّ ثم تحمّلى‌

فمالك فيهم من مقام و لا ليا

فإنّي لمغرور أعلّل بالمنى‌

ليالي أرجو أنّ مالك ماليا

و قائلة و الدمع يحدر كحلها

أبعد جرير تكرمون المواليا

بأيّ نجاد تحمل السيف بعد ما

قطعت القوى من محمل كان باقيا

بأيّ سنان تطعن القرم [1] بعد ما

نزعت سنانا من قناتك ماضيا

/ لساني و سيفي صارمان كلاهما

و للسّيف أشوى [2] وقعة من لسانيا

قال: و هذا الشعر لجرير.

وفد على يزيد بن معاوية و أخذ جائزته‌

: أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال حدّثني محمد بن يزيد عن عمارة بن عقيل عن أبيه قال:

قال جرير: وفدت إلى يزيد بن معاوية و أنا شابّ [يومئذ] [3]؛ فاستؤذن لي عليه في جملة الشعراء؛ فخرج الحاجب إليّ و قال: يقول لك أمير المؤمنين: إنه لا يصل إلينا شاعر لا نعرفه و لا نسمع بشي‌ء من شعره، و ما سمعنا لك بشي‌ء فنأذن لك على بصيرة. فقلت له: تقول لأمير المؤمنين: أنا القائل:

و إنّي لعفّ الفقر مشترك الغنى‌

سريع إذا لم أرض داري انتقاليا

جري‌ء الجنان لا أهاب من الردى‌

إذا ما جعلت السيف قبض بنانيا

و ليس لسيفي في العظام بقيّة

و للسّيف أشوى وقعة من لسانيا

فدخل الحاجب عليه فأنشده الأبيات؛ ثم خرج إليّ و أذن لي، فدخلت و أنشدته و أخذت الجائزة مع الشعراء؛ فكانت أوّل جائزة أخذتها من خليفة، و قال لي: لقد فارق أبي الدنيا و ما يظنّ أبياتك التي توسّلت بها إليّ إلّا لي.


[1] كذا في ج. و في سائر الأصول: «القوم» بالواو.

[2] يقال: رماه فأشواه إذا أصاب شواه و لم يصب مقتله. و الشوى: الأطراف.

[3] زيادة عن ج.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 8  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست