يأبه
فغطّيت وجهي، فما أغناني ذلك شيئا. قال العنزيّ حدّثني مسعود بن بشر عن أبي عبيدة
قال قال يونس: ما أرى جريرا قال هذا المصراع إلا حين غطّى الفرزدق عنفقته، فإنه
نبّهه عليه بتغطيته إيّاها.
سئل الفرزدق
عمن يجاريه في الشعر فلم يعترف إلا به
: أخبرني حبيب
بن نصر المهلّبيّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا المدائنيّ عن أبي بكر الهذليّ
قال:
قال رجل من بني
دارم للفرزدق و هو بالبصرة: يا أبا فراس، هل تعلم اليوم أحدا يرمي معك؟ فقال: لا!
و اللّه ما أعرف نابحا إلا و قد استكان و لا ناهشا إلا و قد انجحر إلا القائل:
: أخبرني عليّ
بن سليمان الأخفش قال حدّثني محمد بن يزيد عن عمارة بن عقيل عن أبيه قال:
قال جرير: وفدت
إلى يزيد بن معاوية و أنا شابّ [يومئذ] [3]؛ فاستؤذن لي عليه في جملة الشعراء؛
فخرج الحاجب إليّ و قال: يقول لك أمير المؤمنين: إنه لا يصل إلينا شاعر لا نعرفه و
لا نسمع بشيء من شعره، و ما سمعنا لك بشيء فنأذن لك على بصيرة. فقلت له: تقول
لأمير المؤمنين: أنا القائل:
و إنّي لعفّ الفقر مشترك الغنى
سريع إذا لم أرض داري انتقاليا
جريء الجنان لا أهاب من الردى
إذا ما جعلت السيف قبض بنانيا
و ليس لسيفي في العظام بقيّة
و للسّيف أشوى وقعة من لسانيا
فدخل الحاجب
عليه فأنشده الأبيات؛ ثم خرج إليّ و أذن لي، فدخلت و أنشدته و أخذت الجائزة مع
الشعراء؛ فكانت أوّل جائزة أخذتها من خليفة، و قال لي: لقد فارق أبي الدنيا و ما
يظنّ أبياتك التي توسّلت بها إليّ إلّا لي.