و إن وجّهه أسر
ع كالخدروف [1] في الثّقب
و قفّاهنّ كالأجد
ل لما انضمّ للضّرب
و والى الطعن يختار
جواشن [2] بدّن قبّ
ترى كلّ مدلّ [3] قا
ثما يلهث كالكلب
كأن الماء في الأعطا
ف منه قطع العطب [4]
كأن الدّم في النّحر
قذال علّ بالخضب
يزين الدار موقوفا
و يشفي قرم [5] الرّكب
/ قال: فقال له الوليد: أحسنت يا يزيد الوصف و أجدته، فاجعل لقصيدتك تشبيبا و أعطه الغزيّل و عمر الوادي حتى يغنيا فيه؛ فقال:
صوت
إلى هند صبا قلبي
و هند مثلها يصبي
و هند غادة غيدا
ء من جرثومة [6] غلب
و ما إن وجد الناس
من الأدواء كالحبّ
لقد لجّ بها الإعرا
ض و الهجر بلا ذنب
و لمّا أقض من هند
و من جاراتها نحبي [7]
أرى و جدي بهند دا
ثما يزداد عن غبّ [8]
و قد أطولت [9] إعراضا
و ما بغضهم طبّي [10]
و لكن رقبة [11] الأع
ين قد تحجز ذا اللّبّ
[2] الجواشن: الصدور.
[3] المدل: الجريء.
[4] العطب: القطن.
[5] القرم: الشهوة إلى اللحم. و في ب، س: «قدم» بالدال المهملة، و هو تحريف.
[6] الجرثومة: الأصل. و الغلب: جمع أغلب، و هو في الأصل الغليظ الرقبة، و هم يصفون السادة أبدا بغلظ الرقبة و طولها.
[7] النحب: الحاجة.
[8] الغب: قلة الزيارة.
[9] أطول كأطال، أنشد سيبويه:
صددت فأطولت الصدود و قلما
و صال على طول الصدود يدوم
[10] الطب هنا: الشأن و العادة.
[11] كذا فيء، أ. و في سائر الأصول: «رقية» بالياء المثناة، و هو تصحيف.