: أخبرني
إسماعيل بن يونس قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني إسحاق بن إبراهيم قال حدّثني
معاوية بن بكر عن يعقوب بن عيّاش المروزيّ (من أهل ذي [1] المروة) أن أباه حمل
عدّة جوار إلى الوليد بن يزيد؛ فدخل إليه و عنده أخوه عبد الجبار و كان حسن الوجه
و الشّعرة و فيّها؛ فأمر الوليد جارية منهنّ أن تغنّي:
لو كنت من هاشم أو من بني أسد
أو عبد شمس أو أصحاب اللّوا الصّيد
و أمرها أخوه
أن تغنّي:
أتعجب أن طربت لصوت حاد
حدا بزلا يسرن ببطن واد
فغنّت ما أمرها
به الغمر [2]؛ فغضب الوليد و احمرّ وجهه، و ظن أنها فعلت ذلك ميلا إلى أخيه. و
عرفت الشرّ في وجهه، فاندفعت فغنّت:
/- الشعر لعمر [4]. و الغناء لمعبد من روايتي
يونس و إسحاق، و لحنه من خفيف الثقيل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر. و ذكر حماد في
أخبار ابن عائشة أن له فيه لحنا- قال: فسرّي عن الوليد و قال لها: ما منعك أن
تغنّي ما دعوتك إليه؟ قالت: لم أكن أحسنه، و كنت أحسن الصوت/ الذي سألنيه، أخذته
من ابن عائشة؛ فلما تبيّنت غضبك غنّيت هذا الصوت و كنت أخذته من معبد. تعني الذي
اعتذرت به إليه.
[2] في هذا
الخبر الذي ساقه أبو الفرج تباين؛ فقد ذكر أن عبد الجبار هو الذي أمر الجارية
بالغناء ثم قال بعد ذلك: «فغنت ما أمرها به الغمر» و الغمر من أولاد يزيد بن عبد
الملك و أخو الوليد. و لم نقف على أسماء أولاد يزيد كلهم. غير أن ابن قتيبة في
«المعارف» و «صاحب عقد الجمان» و غيرهما ذكروا أن ليزيد ثمانية ذكور و لم يسموهم.
فالغالب أن في الخبر تحريفا في أحد الاسمين لم نتبين صوابه لخلو المصادر التاريخية
و الأدبية التي بين أيدينا من هذا الخبر.