سرايا النبيّ
صلّى اللّه عليه و سلّم يوم الفتح إلى قبائل كنانة
: فلما كان يوم
فتح مكة بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالجيوش إلى قبائل بني كنانة حوله،
فبعث إلى بني ضمرة نميلة بن عبد اللّه اللّيثيّ، و إلى بني الدّئل عمرو بن أميّة
الضّمريّ، و بعث إلى بني مدلج عيّاش بن أبي ربيعة المخزوميّ، و بعث إلى بني بغيض و
محارب بن فهر عبد اللّه بن نهيك أحد بني مالك بن حسل، و بعث إلى بني عامر بن عبد
مناة خالدا.
فوافاهم خالد
بماء يقال له الغميصاء؛ و قد كان خبره سقط إليهم، فمضى منهم سلف قتله بقوم منهم،
يقال لهم بنو قيس [8] بن عامر و بنو قعين بن عامر و هم خير القوم و أشرفهم، فأصيب
من أصيب. فلما أقبل خالد/ و دخل المدينة قال له النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم:
«يا خالد ما دعاك إلى هذا»! قال: يا رسول اللّه آيات سمعتهنّ أنزلت عليك. قال: «و
ما هي»؟
قال: قول اللّه
عزّ ذكره: قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَ يُخْزِهِمْ
وَ يَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَ يَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَ يُذْهِبْ
غَيْظَ قُلُوبِهِمْ و جاءني ابن أمّ أصرم فقال لي: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و سلّم يأمرك أن تقاتل. فحينئذ بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم
فوداهم.
[1]
هو ضرار بن الخطاب بن مرداس القرشي الفهري أحد الأشراف و الشعراء المعدودين و
الأبطال المذكورين، من مسلمة الفتح، و هو رئيس بني فهر، و قد شهد فتوح الشأم.
(انظر «شرح القاموس» مادة ضرر).
[2] النفي
مقدر هنا، أي فو اللّه لا أدري. و حذف حرف النفي في مثل هذا الموضع قياسي. و شرطه
أن يكون الحرف «لا» و بعده فعل مضارع جواب لقسم.
[5] هو لؤي
بن غالب بن فهر و اليه ينتهي عدد قريش و شرفها. و ولده كعب بن لؤي و عامر بن لؤي و
سامة بن لؤي و سعد بن لؤي و خزيمة بن لؤي و الحارث بن لؤي و عوف بن لؤي. و من
هؤلاء تنحدر بطون و أفخاذ. و لم ندر من المعنيّ في هذا الشعر.