responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 6  صفحه : 532

مزاود القوم ما قد طرحوه في الحرث يتخفّفون منه للنّجاء. فقال المسلمون حين رجع بهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: أ نطمع أن تكون غزوة، قال «نعم». و قد كان أبو سفيان قال و هو يتجهّز خارجا من مكة إلى المدينة أبياتا من شعر يحرّض فيها قريشا فقال:

كرّوا على يثرب و جمعهم‌

فإنّ ما جمّعوا لكم نفل‌

إن يك يوم القليب [1] كان لهم‌

فإن ما بعده لكم دول‌

آليت لا أقرب النساء و لا

يمسّ رأسي و جلدي الغسل‌

حتى تبيدوا قبائل الأوس و ال

خزرج إن الفؤاد مشتعل‌

فأجابه كعب بن مالك:

يا لهف أمّ المسبّحين [2] على‌

جيش ابن حرب بالحرّة الفشل [3]

/ أ تطرحون الرجال من سنم الظّهر ترقّى في قنّة الجبل‌

جاءوا بجمع لو قيس منزله‌

ما كان إلا كمعرس الدّئل [4]

عار من النصر و الثراء و من‌

نجدة أهل البطحاء و الأسل‌

أخبرني الحسن بن عليّ الخفّاف قال أخبرنا الحارث بن أبي أسامة قال حدّثنا سليمان بن سعد عن الواقديّ:

أن غزوة السّويق كانت في ذي القعدة من سنة ثنتين من الهجرة.

اشتد قيس بن الخطيم على حسان و هم يشربون عند ابن مشكم فانتصر ابن مشكم لحسان:

حدّثني عمّي قال حدّثنا الحارث بن أبي أسامة قال حدّثنا ابن سعد عن الواقديّ عن أبي الزّناد عن عبد اللّه بن الحارث قال:

شرب حسّان بن ثابت يوما مع سلام بن مشكم، و كان له نديما، معهم كعب بن أسد و عبد اللّه بن أبيّ و قيس بن الخطيم؛ فأسرع الشراب فيهم و كانوا في موادعة و قد وضعت الحرب أوزارها بينهم. فقال قيس بن الخطيم لحسّان:

تعال أشاربك؛ فتشاربا في إناء عظيم فأبقى حسّان من الإناء شيئا؛ فقال له قيس: اشرب. فقال حسّان و عرف الشرّ في وجهه: أو خيرا من ذلك أجعل لك الغلبة. قال: لا! إلّا أن تشربه؛ فأبى حسّان. و قال له سلام بن مشكم: يا أبا يزيد، لا تكرهه على ما لا يشتهي، إنما دعوته لإكرامه و لم تدعه لتستخفّ به و تسي‌ء مجالسته. فقال له قيس:

أ فتدعوني أنت على أن تسي‌ء مجالستي! فقال له سلام: ما في هذا سوء مجالسة، و ما حملت عليك إلّا لأنك منّي و أني حليفك، و ليست/ عليك غضاضة في هذا، و هذا رجل من الخزرج قد أكرمته و أدخلته منزلي؛ فيجب أن تكرم‌


[1] هو قليب بدر (انظر الكلام عليه في غزوة بدر في هذا الكتاب ج 4 ص 170 من هذه الطبعة).

[2] كذا في الطبري و ابن الأثير. و في الأصول: «المسجيين».

[3] الفشل: الضعيف الجبان.

[4] المعرس: الموضع الذي يعرس فيه (ينزل). و الدئل: دويبة كالثعلب، و قيل: هي شبيهة بابن عرس. و في الطبري (ق 1 ص 1366): «كمفحص الدئل».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 6  صفحه : 532
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست