هو صخر بن حرب
بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف. و أمّ حرب بن أميّة بنت أبي همهمة بن عبد العزّي
بن عامر بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة. و أمّ
أبي سفيان صفيّة بنت حزن بن بجير بن الهزم [1] بن رويبة [2] بن عبد اللّه بن هلال
بن عامر بن صعصعة، و هي عمّة ميمونة أم المؤمنين و أمّ الفضل بنت الحارث بن حزن
أمّ بني العباس بن عبد المطلب. و قد مضى ذكر أكثر أخبار ولد أميّة و الفرق بين
الأعياص و العنابس منهم و جمل من أخبارهم في أوّل هذا الكتاب [3] و كان حرب بن
أميّة قائد بني أميّة و من مالأهم في يوم عكاظ. و يقال: إن سبب وفاته أن الجنّ
قتلته و قتلت مرداس بن أبي عامر السّلميّ لإحراقهما شجر القريّة [4] و ازدراعهما
إيّاها. و هذا شيء قد ذكرته العرب في أشعارها و تواترت الرّوايات بذكره فذكرته، و
اللّه أعلم.
أراد حرب بن
أمية و مرداس بن أبي عامر ازدراع القرية فخرجت عليهما منها حيات فماتا:
أخبرني
الطّوسيّ و الحرميّ بن أبي العلاء قالا حدّثنا الزبير بن بكار قال حدّثني عمّي
مصعب، و أخبرنا محمد بن الحسين بن دريد عن عمّه عن العبّاس بن هشام عن أبيه، و
ذكره أبو عبيدة و أبو عمرو الشيبانيّ:
/ أنّ حرب بن
أميّة لما انصرف من حرب عكاظ هو و إخوته مرّ بالقريّة، و هي إذ ذاك غيضة شجر ملتفّ
لا يرام. فقال له مرداس بن أبي عامر: أما ترى هذا الموضع؟ قال بلى. قال: نعم
المزدرع هو فهل لك أن نكون شريكين فيه و نحرّق هذه الغيضة ثم نزدرعه بعد ذلك؟ قال
نعم. فأضرما النّار في الغيضة. فلما استطارت و علا لهبها سمع من الغيضة أنين و
ضجيج كثير، ثم ظهرت منها حيّات بيض تطير حتى قطعتها و خرجت منها. و قال مرداس بن
أبي عامر في ذلك:
إني انتخبت لها حربا و إخوته
إنّي بحبل وثيق العقد دسّاس
إني أقوّم قبل الأمر حجّته
كيما يقال وليّ الأمر مرداس
[1]
كذا في «تجريد الأغاني» و «القاموس» و «شرحه» (مادة هزم) و «الاشتقاق» لابن دريد
(ص 178 طبع أوروبا). و في الأصول:
«الهرم»
بالراء المهملة و هو تصحيف.
[2] كذا في ح
و «تجريد الأغاني» و «القاموس» و «شرحه» (مادة هزم) و «طبقات ابن سعد» (ج 8 ص 94).
و «الاشتقاق» لابن دريد (ص 179 طبع أوروبا). و في سائر الأصول: «رويتة» و هو
تصحيف.