الحجاج
العراق استعمل الحكم بن أيوب على البصرة، فكلمته زينب في محمد بن رياط فولّاه شرطته
بالبصرة.
فكتب إليه
الحجاج: إنك ولّيت أعرابيّا جافيا شرطتك، و قد أجزنا ذلك لكلام من سألك فيه. قال:
ثم أنكر الحكم بعض تعجرفه فعزله. ثم استعمل الحجّاج الحكم بن سعد العذريّ على
البصرة و عزل الحكم بن أيّوب عنها و استقدمه لبعض الأمر، ثم ردّه بعد ذلك إلى البصرة،
و جهّزه من ماله. فلمّا قدم البصرة هيّأت له زينب طعاما و خرجت متنزّهة إلى بعض
البساتين و معها نسوة./ فقيل لها: إنّ فيهن امرأة لم ير أحسن ساقا منها. فقالت لها
زينب: أريني ساقك؛ فقالت: لا، إلا بخلوة؛ فقالت: ذاك لك، فكشفته لها، فأعطتها
ثلاثين دينارا و قالت: اتّخذي منها خلخالا. قال: و كان الحجاج وجّه بزينب مع حرمه
إلى الشام لمّا خرج ابن الأشعث خوفا عليهنّ. فلما قتل ابن الأشعث كتب إلى عبد
الملك بن مروان بالفتح، و كتب مع الرسول كتابا إلى زينب يخبرها الخبر، فأعطاها
الكتاب، و هي راكبة على بغلة في هودج، فنشرته تقرؤه، و سمعت البغلة قعقعة الكتاب
فنفرت، و سقطت زينب عنها فاندقّ عضداها و تهرّأ [1] جوفها فماتت. و عاد إليه
الرسول، الذي نفذ بالفتح، بوفاة زينب. فقال النميريّ يرثيها: