هو محمد بن
عبّاد، مولى بني مخزوم، و قيل: إنه مولى بني جمح، و يكنى أبا جعفر. مكّيّ، من
كبراء المغنّين من الطبقة الثانية منهم. و قد ذكره يونس الكاتب فيمن أخذ عنه
الغناء، متقن الصنعة كثيرها. و كان أبوه من كتّاب الديوان بمكة؛ فلذلك قيل ابن
عبّاد الكاتب.
قابله مالك و
طلب منه الغناء ففعل فذمه:
أخبرني إسماعيل
بن يونس قال حدّثنا عمر بن شبّة عن إسحاق، و أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن
أبيه عن عثمان بن حفص الثّقفي عن أبي خالد الكنانيّ عن ابن عبّاد الكاتب قال:
و اللّه إني
لأمشي بأعلى مكة في الشّعب [1]، إذ أنا بمالك على حمار له و معه فتيان [2] من أهل
المدينة، فظننت أنهم قالوا له: هذا ابن عبّاد؛ فمال إليّ فملت إليه؛ فقال لي: أنت
ابن عبّاد؟ قلت:/ نعم؛ قال: مل معي هاهنا، ففعلت؛ فأدخلني شعب ابن عامر ثم أدخلني
دهليز ابن عامر و قال: غنّني؛ فقلت: أغنّيك هكذا و أنت مالك!- و قد كان يبلغني أنه
يثلب أهل مكة و يتعصّب عليهم- فقال: باللّه إلا غنّيتني صوتا من صنعتك. فاندفعت
فغنّيته:
/ و ما غنّيته إياه إلا على احتشام. فلما فرغت
نظر إليّ و قال لي: قد و اللّه أحسنت! و لكنّ حلقك كأنه حلق زانية. فقلت: أمّا إذ
أفلت منك بهذا فقد أفلتّ. و هذا اللحن من صدور غناء ابن عباد. و لحنه من الثقيل
الثاني بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى.
[2] في ح:
«فتيان من أهل المدينة فما ظننت إلا أنهما قالا له».
[3] المنيف:
موضع قبل عمق (بفتح أوله و إسكان ثانيه: ماء ببلاد مزينة من أرض الحجاز) و قيل:
المنيف: حصن في جبل صبر (ككتف) من أعمال تعز (بالفتح ثم الكسر و الزاي مشددة)
باليمن. و هناك منيف لحج أيضا و هو حصن قرب عدن.