الشعر لأبي
نواس. و الغناء لسليم، و له فيه لحنان: خفيف رمل بالبنصر عن إسحاق، و هزج بالوسطى
عن الهشاميّ. و زعمت بذل أنّ الهزج لها.
كان أبوه من
دعاة أبي مسلم:
أخبرني عمّي
قال حدّثنا أحمد بن أبي طاهر قال حدّثني هارون بن مخارق عن أبيه قال:
كان سليم بن
سلّام كوفيّا، و كان أبوه من أصحاب أبي مسلم صاحب الدولة و دعاته و ثقاته، فكان
يكاتب أهل العراق على يده. و كان سليم حسن الصوت جهيره، و كان بخيلا.
دعا صديقين و
لما جاعا اشتريا طعاما فأكل معهما:
قال أحمد بن
أبي طاهر و حدّثني أبو الحواجب الأنصاريّ، و اسمه محمد، قال:
قال لي سليم
يوما: امض إلى موسى بن إسحاق/ الأزرق فادعه و وافياني مع الظهر؛ فجئناه مع الظهر،
فأخرج إلينا ثلاثين جارية محسنة و نبيذا، و لم يطعمنا شيئا، و لم نكن أكلنا شيئا.
فغمر موسى غلامه فذهب فاشترى لنا خبزا و بيضا، فأدخله إلى الكنيف و جلسنا نأكل؛
فدخل علينا، فلما رآنا نأكل غضب و خاصمنا و قال: أ هكذا يفعل الناس! تأكلون و لا
تطعمونني! و جلس معنا في الكنيف يأكل كما يأكل واحد منا حتى فني الخبز و البيض.
طلب من محمد
اليزيدي نظم شعر يغني به الخليفة ففعل:
أخبرني الحسن
بن عليّ قال حدّثني الفضل بن محمد اليزيديّ قال حدّثني أبي قال:
كان سليم بن
سلّام صديقي و كان كثيرا ما يغشاني. فجاءني يوما و أعلمني الغلام بمجيئه، فأمرت
بإدخاله، فدخل و قال: قد جئتك في حاجة؛ فقلت: مقضيّة. فقال: إنّ المهرجان بعد غد،
و قد أمرنا بحضور مجلس الخليفة، و أريد أن أغنيه لحنا أصنعه في شعر لم يعرفه هو و
لا من بحضرته، فقل أبياتا أغنّي فيها ملاحا؛ فقلت:
على أن تقيم
عندي و تصنع بحضرتي اللحن؛ قال: أفعل. فردّوا دابّته و أقام عندي، و قلت: