دس المنصور
إليه من يسمع منه مدحه لعبد الواحد ففطن لذلك و أنشده من شعره في المنصور و أخذ
جائزته:
أخبرني محمد بن
جعفر النحويّ صهر المبرّد قال حدّثني أبو إسحاق طلحة بن عبد اللّه الطلحيّ قال
حدّثني محمد بن سليمان [6] بن المنصور قال:
وجّه المنصور
رسولا قاصدا إلى ابن هرمة و دفع إليه ألف دينار و خلعة، و وصفه له و قال: امض
إليه؛ فإنك تراه جالسا في موضع كذا من المسجد، فانتسب له إلى بني أمية أو مواليهم،
و سله أن ينشدك قصيدته الحائية التي يقول فيها يمدح عبد الواحد بن سليمان:
وجدنا غالبا كانت جناحا
و كان أبوك قادمة الجناح
فإذا أنشدكها فأخرجه
من المسجد و اضرب عنقه و جئني برأسه؛ و إن أنشدك قصيدته اللامية التي يمدحني بها
فادفع إليه الألف الدينار و الخلعة، و ما أراه ينشدك غيرها و لا يعترف بالحائية.
قال: فأتاه الرسول فوجده كما قال المنصور، فجلس إليه و استنشده قصيدته في عبد
الواحد؛ فقال: ما قلت هذه القصيدة قطّ و لا أعرفها و إنما نحلها إياي/ من يعاديني،
و لكن إن شئت أنشدتك أحسن منها؛ قال: قد شئت فهات؛ فأنشده:
سرى ثوبه عنك الصّبا المتخايل
حتى أتى على
آخرها؛ ثم قال له: هات ما أمرك أمير المؤمنين بدفعه إليّ؛ فقال: أيّ شيء تقول يا
هذا و أيّ
[1]
القتود: جمع قتد و هو خشب الرحل. و الخاضب: ذكر النعام. و زفوف: حسن المشي سريعه.
و الهدّاج: الذي في مشيه أو عدوه أو سعيه ارتعاش.