نسبه، و هو
مغن طنبوري كان ينادم عبيد اللّه بن زياد:
النّصبيّ هو
صاحب الأنصاب. و أوّل من غنّى بها و عنه أخذ النّصب [1] في الغناء هو أحمد بن
أسامة الهمداني، من رهط الأعشى الأدنين. و لم أجد نسبه متّصلا فأذكره. و كان يغني
بالطّنبور في الإسلام. و كان، فيما يقال، ينادم عبيد اللّه بن زياد سرّا و يغنّيه.
و له صنعة كثيرة حسنة لم يلحقها أحد من الطّنبوريّين و لا كثير ممّن يغنّي بالعود.
حديث جحظة
عنه:
و ذكره جحظة في
كتاب الطّنبوريين فأتى من ذكره بشيء ليس من جنس أخباره و لا زمانه، و ثلبه فيما
ذكره.
و كان مذهبه-
عفا اللّه عنا و عنه- في هذا الكتاب أن يثلب جميع من ذكره من أهل صناعته بأقبح ما
قدر عليه، و كان يجب عليه ضدّ هذا، لأن من انتسب إلى صناعة، ثم ذكر متقدّمي أهلها،
كان الأجمل به أن يذكر محاسن أخبارهم و ظريف قصصهم و مليح ما عرفه منهم لا أن
يثلبهم بما لا يعلم و ما يعلم. فكان فيما قرأت عليه من هذا الكتاب أخبار أحمد
النّصبي، و به صدّر كتابه فقال: أحمد النّصبي أوّل من غنّى الأنصاب على الطنبور و
أظهرها و سيّرها؛ و لم يخدم خليفة و لا كان له شعر و لا أدب.
كان بخيلا
مرابيا و مات بفالوذجة حارة:
و حدّثني جماعة
من الكوفيّين أنه لم يكن بالكوفة أبخل منه مع يساره، و أنه [2] كان يقرض الناس
بالرّبا [3]، و أنه اغتصّ في دعوة دعي إليها بفالوذجة حارّة فبلعها فجمعت/ أحشاءه
فمات. و هذا كلّه/ باطل. أما الغناء فله منه صنعة في الثقيل الأول و خفيف الثقيل و
الثقيل الثاني، ليس لكثير [4] أحد مثلها. منها الصوت الذي تقدّم ذكره و هو قوله: