لا ترهب الدهر و أيامه
و تجرد [1] الأرض مع الجارد
إن يك مكروه تهجنا له
و أنت في المعروف كالراقد
ثم ترى أنّا سنرضى بذا
كلّا و ربّ الراكع السّاجد
و حرمة البيت و أستاره
و من به من ناسك عابد
تلك لكم أمنيّة باطل
و غفوة من حلم الراقد
ما أنا إن هاجك من بعدها
هيج بآتيك و لا كابد
و لا إذا ناطوك [2] في حلقة
بحامل عنك و لا فاقد
فأعط ما أعطيته طيّبا
لا خير في المنكود و الناكد [3]
نحن ولدناك فلا تجفنا
و اللّه قد وصّاك بالوالد
إن تك من كندة في بيتها
فإنّ أخوالك من حاشد [4]
شمّ العرانين و أهل الندى
و منتهى الضّيفان و الرائد
كم فيهم من فارس معلم
وسائس للجيش أو قائد
/ و راكب للهول يجتابه
مثل شهاب القبس الواقد
أو ملأ يشفى بأحلامهم
من سفه الجاهل و المارد [5]
لم يجعل اللّه بأحسابنا
نقصا و ما الناقص كالزائد
و ربّ خال لك، في قومه
فرع طويل الباع و الساعد
يحتضر البأس و ما يبتغى
سوى إسار البطل الناجد [6]
و الطعن بالراية مستمكنا
في الصفّ ذي العادية الناهد [7]
فارتح لأخوالك و اذكرهم
و ارحمهم للسّلف العائد
فإنّ أخوالك لم يبرحوا
يربون بالرّفد على الرّافد
/ لم يبخلوا يوما و لم يجبنوا
في السّلف الغازي و لا القاعد
و ربّ خال لك في قومه
حمّال أثقال لها واجد
معترف للرزء في ماله
و الحقّ للسائل و العامد
[2] ناطه: علقه.
[3] المنكود: الذي يلح عليه في المسألة. و الناكد: الملح.
[4] حاشد: حي من همدان.
[5] المارد: العاتي و الباغي.
[6] في ب، س: «الماجد».
[7] الناهد: الأسد.