و ذكر محمد بن
صالح بن النّطّاح أنّ هشام بن محمد الكلبيّ حدّث عن أبيه:
أن أعشى همدان
كان مع خالد بن عتّاب بن ورقاء الرّياحيّ بالرّيّ و دستبي [9]، و كان الأعشى شاعر
أهل اليمن بالكوفة و فارسهم، فلما قدم خالد من مغزاه خرج جواريه يتلقّينه و فيهنّ
أمّ ولد له كانت رفيعة القدر عنده، فجعل الناس يمرّون عليها إلى أن جاز بها الأعشى
و هو على فرسه يميل يمينا و يسارا من النّعاس؛ فقالت أمّ ولد خالد بن عتّاب
لجواريها: إن امرأة خالد لتفاخرني بأبيها و عمّها و أخيها، و هل يزيدون على أن
يكونوا مثل هذا الشيخ المرتعش. و سمعها الأعشى فقال: من هذه؟ فقال له بعض الناس:
هذه جارية خالد؛ فضحك و قال لها: إليك عني يا لكعاء؛ ثم أنشأ يقول:
[1]
سهم الرجل (من بابي قطع و كرم) سهوما و سهومة: تغير لونه و بدنه مع هزال و يبس.
[2] كذا
بالأصل. و لعلها مصحفة عن: «ننجر» (بالجيم المعجمة). و نجر الرجل ينجر (من باب
علم): أصابه عطش شديد.