/ ثم إنّ مهلهلا انحدر، فأخذه عمرو بن مالك بن
ضبيعة، فطلب إليه أخواله بنو يشكر- و أمّ مهلهل المرادة [6] بنت ثعلبة بن جشم بن
غبر [7] اليشكريّة، و أختها منّة [8] بنت ثعلبة أمّ حييّ [9] بن وائل، و كان
المحلّل [10] بن ثعلبة خالهما- فطلب إلى عمرو أن يدفعه إليه فيكون عنده ففعل [11]؛
فسقاه خمرا، فلما طابت نفسه تغنّى:
حتى فرغ من
القصيدة، فأدّى ذلك من سمعه من المهلهل إلى عمرو، فحوّله إليه و أقسم ألّا يذوق
عنده خمرا و لا ماء و لا لبنا حتى يرد ربيب الهضاب (جمل له كان أقلّ وروده في
الصيف الخمس) [13]؛ فقالوا له: يا خير الفتيان، أرسل إلى ربيب فلتؤت به قبل وروده،
ففعل فأوجره [14] ذنوبا من ماء؛ فلما تحلّل من يمينه سقاه من ماء الحاضرة، و هو
أوبأ ماء رأيته، فمات. فتلك الهضاب التي كان يرعاها ربيب يقال لها هضاب ربيب،
طالما رعيتهنّ
[1]
جنب: حي باليمن من مذحج، و هم ستة رجال: منبه و الحارث و العلي و سبحان و شمران و
هفان يقال لهم جنب لأنهم جانبوا أخاهم صداء. (راجع «معجم البلدان» لياقوت ج 1 ص 77
طبع أوروبا).
[3] كذا في
ط، ء «و عيون الأخبار» (ج 3 ص 91) طبع دار الكتب المصرية، و كذلك صححها المرحوم
الشنقيطي بنسخته. و في باقي الأصول: «الخباء» بالخاء المعجمة، و هو تصحيف و قد وقع
في هذا التصحيف ابن دريد كما في «المزهر» للسيوطي (ج 2 ص 186).
[4] أبانان:
جبلان، قيل: يقال لأحدهما أبان الأبيض و للآخر أبان الأسود، و قيل: هو تثنية أبان
و متالع غلب أحدهما، كما قالوا العمران و القمران في أبي بكر و عمر و في الشمس و
القمر. (انظر «معجم البلدان» لياقوت).