responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 5  صفحه : 279

الطّلول الدوارس‌

فارقتها الأوانس‌

أوحشت بعد أهلها

فهي قفر بسابس‌

فكان أمرها فيه أصلح منه في الأوّل. ثم غنّت أصواتا من القديم و الحديث، و غنّت في أثنائها من صنعتي:

قل لمن صدّ عاتبا

و نأى عنك جانبا

قد بلغت الذي أرد

ت و إن كنت لاعبا

فكان أصلح ما غنّته؛ فاستعدته منها لأصحّحه لها؛ فأقبل عليّ رجل من الرجلين و قال: ما رأيت طفيليّا أصفق وجها منك! لم ترض بالتطفيل حتى اقترحت، و هذا غاية/ المثل/ «طفيليّ مقترح»؛ فأطرقت و لم أجبه؛ و جعل صاحبه يكفّه عنّي فلا يكفّ. ثم قاموا للصلاة و تأخرت قليلا، فأخذت عود الجارية، ثم شددت طبقته و أصلحته إصلاحا محكما، و عدت إلى موضعي فصلّيت، و عادوا؛ ثم أخذ ذلك الرجل في عربدته عليّ و أنا صامت؛ ثم أخذت الجارية العود فجسّته و أنكرت حاله و قالت: من مسّ عودي؟ قالوا: ما مسّه أحد! قالت: بلى! و اللّه لقد مسّه حاذق متقدّم و شدّ طبقته و أصلحه إصلاح متمكّن من صناعته؛ فقلت لها: أنا أصلحته؛ قالت: فباللّه خذه و اضرب به؛ فأخذته و ضربت به مبدأ صحيحا ظريفا عجيبا صعبا، فيه نقرات محرّكة؛ فما بقي أحد منهم إلا وثب [على قدميه‌] [1] و جلس بين يديّ؛ ثم قالوا: باللّه يا سيّدنا أ تغنّي؟ فقلت: نعم، و أعرّفكم نفسي، أنا إسحاق بن إبراهيم الموصليّ، و و اللّه إني لآتيه على الخليفة إذا طلبني [2] و أنتم تسمعونني ما أكره منذ اليوم لأني تملّحت معكم؛ فو اللّه لا نطقت بحرف و لا جلست معكم حتى تخرجوا هذا المعربد المقيت الغثّ؛ فقال له صاحبه: من هذا حذرت عليك؛ فأخذ يعتذر؛ فقلت: و اللّه لا نطقت بحرف و لا جلست معكم حتى يخرج؛ فأخذوا بيده فأخرجوه و عادوا.

فبدأت و غنّيت الأصوات التي غنّتها الجارية من صنعتي؛ فقال لي الرجل: هل لك في خصلة؟ قلت: ما هي؟ قال:

تقيم عندي شهرا، و الجارية و الحمار لك مع ما عليها من حليّ؛ قلت: أفعل، فأقمت عنده ثلاثين يوما لا يدري أحد أين أنا، و المأمون يطلبني في كلّ موضع فلا يعرف لي خبرا. فلمّا كان بعد ثلاثين يوما أسلم إليّ الجارية و الحمار و الخادم؛ فجئت بذلك إلى منزلي؛ و ركبت إلى المأمون من وقتي؛ فلمّا رآني قال: إسحاق! ويحك! أين تكون؟

فأخبرته بخبري؛ فقال: عليّ بالرجل/ الساعة؛ فدللتهم على بيته فأحضر؛ فسأله المأمون عن القصة فأخبره؛ فقال له: أنت رجل ذو مروءة و سبيلك أن تعاون عليها، و أمر له بمائة ألف درهم، و قال: لا تعاشرنّ ذلك المعربد النّذل البتّة؛ و أمر لي بخمسين ألف درهم، و قال: أحضرني الجارية، فأحضرتها فغنّته؛ فقال لي: قد جعلت لها نوبة في كلّ يوم ثلاثاء تغنّيني وراء الستارة مع الجواري؛ و أمر لها بخمسين ألف درهم. فربحت و اللّه بتلك الرّكبة و أربحت.

نسبة ما في هذا الخبر من الأغاني‌

صوت‌

ذكرتك أن مرّت بنا أم شادن‌

أمام المطايا تشرئبّ و تسنح‌

من المؤلفات الرمل أدماء حرّة

شعاع الضّحى في متنها يتوضّح‌


[1] زيادة عن ء.

[2] كذا في ح. و في سائر الأصول: «إذا كلمني».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 5  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست