لهجا بالأعراب إنّ لدينا
بعض ما تشتهي من الأعراب
قد عرفنا الذي شغلت به
عنّا و إن كان غير ما في الكتاب
قال: فكتبت إلى الذي حمل ابن أبي عيينة على هذه الأبيات- قال حمّاد: و أظنه إبراهيم بن المهديّ-:
قد فهمت الكتاب أصلحك
اللّه و عندي عليه ردّ الجواب
و لعمري ما تنصفون و لا كا
ن الذي جاء منكم في حسابي
لست آتيك فاعلمنّ و لا لي
فيك حظّ من بعد هذا الكتاب
عاتب علي بن هشام بشعر لأنه مرض و لم يعده:
قال حمّاد: قال أبي: و كتبت إلى عليّ بن هشام و قد اعتللت أيّاما فلم يأتني رسوله:
أنا عليل منذ فارقتني
و أنت عمّن غاب لا تسأل
ما هكذا كنت و لا هكذا
فيما مضى كنت بنا تفعل
فلمّا وصلت إليه رقعتي ركب إليّ و جاءني عائدا.
شعره حين عودته من البصرة:
أخبرني محمد بن مزيد قال حدّثنا حمّاد قال:
لمّا خرج أبي إلى البصرة خرجته الأولى و عاد، أنشدني في ذلك لنفسه:
صوت
ما كنت أعرف ما في البين من حزن
حتى تنادوا بأن قد جيء بالسّفن
قامت تودّعني و العين تغلبها
فجمجمت [1] بعض ما قالت و لم تبن
مالت عليّ تفدّيني و ترشفني
كما يميل نسيم الرّيح بالغصن
و أعرضت ثم قالت و هي باكية
يا ليت معرفتي إيّاك لم تكن
لمّا افترقنا على كره لفرقتها
أيقنت أنّي رهين الهمّ و الحزن
أنشده شداد بن عقبة شعرا لجميل فزاد عليه:
أخبرني محمد بن مزيد قال حدّثني حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال:
أنشدني شدّاد بن عقبة لجميل:
قفي تسل عنك النفس بالخطّة التي
تطيلين تخويفي بها و وعيدي
فقد طالما من غير شكوى قبيحة
رضينا بحكم منك غير سديد