responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 5  صفحه : 188

سمعت الواثق يقول: ما غنّاني إسحاق قط إلا ظننت أنه قد زيد لي في ملكي، و لا سمعته يغنّي غناء ابن سريج إلا ظننت أنّ ابن سريج قد نشر، و إنه ليحضرني غيره إذا لم يكن حاضرا، فيتقدّمه عندي و في نفسي بطيب [1] الصوت، حتى إذا اجتمعا عندي رأيت إسحاق يعلو و رأيت من ظننته يتقدّمه ينقص؛ و إنّ إسحاق لنعمة/ من نعم الملك التي لم يحظ [2] بمثلها؛ و لو أنّ العمر و الشباب و النشاط مما يشترى لأشتريتهنّ له بشطر ملكي.

سأل المأمون أن يكون دخوله إليه مع العلماء ثم مع الفقهاء:

أخبرني جعفر بن قدامة قال حدّثني عليّ بن يحيى المنجّم قال:

سأل إسحاق الموصليّ المأمون أن يكون دخوله إليه مع أهل العلم و الأدب و الرّواة لا مع المغنّين، فإذا أراده للغناء غنّاه؛ فأجابه إلى ذلك؛ ثم سأله بعد حين أن يأذن له في الدخول مع الفقهاء؛ فأذن له. قال: فحدّثني محمد بن الحارث بن بُسخُنَّر أنه كان هو و مخارق و علّويه جلوسا في حجرة لهم ينتظرون جلوس المأمون و خروج الناس من عنده، إذ دخل يحيى بن أكثم و عليه سواده [3] و طويلته، و يده في يد إسحاق يماشيه، حتى جلس معه بين يدي المأمون، فكاد علّويه أن يجنّ، و قال: يا قوم، أسمعتم بأعجب من هذا! يدخل قاضي القضاة و يده في يد مغنّ حتى يجلسا بين يدي الخليفة!. ثم مضت على ذلك مدّة، فسأل إسحاق المأمون أن يأذن له في لبس السواد يوم الجمعة و الصلاة معه في المقصورة؛ قال: فضحك المأمون و قال: و لا كلّ ذا يا إسحاق! و قد اشتريت منك هذه المسألة بمائة ألف درهم؛ و أمر له بها.

ما كان يمتاز به في مجلس الواثق:

حدّثني أحمد بن جعفر جحظة قال حدّثني أبو عبد اللّه بن حمدون قال:

كان المغنّون جميعا يحضرون مجلس الواثق و عيدانهم معهم إلا إسحاق، فإنه كان يحضر بلا عود للشرب و المجالسة؛ فإن أمره الخليفة أن يغنّي أحضر له عودا، فإذا غنّى و فرغ سلّ من بين يديه إلى أن يطلبه. و كان الواثق كثيرا ما يكنّيه، رفعا له/ من أن يدعوه باسمه؛ و كان إذا غنّى و فرغ الواثق من شرب قدحه قطع الغناء و لم يعد منه حرفا إلا أن يكون في بعض بيت فيتمّه، ثم يقطع و يضع العود من يده.

علي بن يحيى يحدث عن تفوّقه في فنه:

أخبرنا يحيى بن عليّ بن يحيى عن أبيه في خبر ذكر إسحاق [4] فيه، فقال: و عارض معبدا و ابن سريج فانتصف منهما، و كان إبراهيم بن المهديّ يناظره و يجادله في الغناء و ينازعه في صناعته،/ و لم يبلغه؛ و ما رأيت بعد إسحاق مثله.


[1] في ب، س: «يطيب الصوت» بالياء المثناة التحتية، و هو تصحيف.

[2] في ب، س: «لم يحظ أحد بمثلها».

[3] السواد: شعار بني العباس كان يرتديه أشياعهم. و الطويلة: قلنسوة عالية مدعمة بعيدان كان يلبسها القضاة. (انظر الحاشيتين رقم 2، 3 من الجزء الأوّل من هذا الكتاب ص 414، من هذه الطبعة). و في ب، ح، س: «سوادة و طيلية». و في أ، ء، م: «سوادة و طويلة»، و كلاهما تحريف.

[4] في الأصول: «في خبر ذكره إسحاق فيه».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 5  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست