/ فقال النبيّ صلى اللّه عليه و سلم: «فأين
المظهر يا أبا ليلى»؛ فقلت: الجنة؛ فقال: «قل إن شاء اللّه»؛ فقلت: إن شاء اللّه.
و لا خير في حلم إذا لم يكن له
بوادر تحمي صفوه أن يكدّرا
و لا خير في جهل إذا لم يكن له
حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال النبيّ
صلى اللّه عليه و سلم: «أجدت لا يفضض اللّه فاك»؛ قال: فلقد رأيته و قد أتت عليه
مائة سنة أو نحوها و ما انفضّ من فيه سنّ.
أنكر الخمر
في الجاهلية و هجر الأزلام و الأوثان:
أخبرني محمد بن
الحسن بن دريد قال أخبرني أبو حاتم قال أخبرنا أبو عبيدة قال:
/ كان النابغة
الجعديّ ممن فكّر في الجاهلية و أنكر الخمر و السّكر و ما يفعل بالعقل، و هجر
الأزلام [2] و الأوثان [3]، و قال في الجاهلية كلمته التي أوّلها:
الحمد للّه لا شريك له
من لم يقلها فنفسه ظلما
وفد على
النبي و أسلم:
و كان يذكر دين
إبراهيم و الحنيفيّة، و يصوم و يستغفر، و يتوقّى [4] أشياء لعواقبها. و وفد على
النبيّ صلى اللّه عليه و سلم فقال:
و حسن إسلامه،
و أنشد النبيّ صلى اللّه عليه و سلم؛ فقال له: «لا يفضض اللّه فاك»؛ و شهد مع عليّ
بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه صفّين. و قد ذكر خبره [مع عمر رضي اللّه عنه [8]؛
و أما خبره] مع عثمان فأخبرنا به أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن
شبّة قال قال مسلمة بن محارب:
[1]
في «جمهرة أشعار العرب» (طبع مطبعة بولاق الأميرية):
بلغنا السما مجدا وجودا و سؤددا
و إنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
و في
«اللسان» (مادة ظهر):
بلغنا السماء مجدنا و سناؤنا
........
[2] الأزلام: قداح كانت في الجاهلية مكتوب
عليها الأمر و النهي: افعل و لا تفعل، كان الرجل منهم يضعها في وعاء له، فإذا أراد
أمرا مهما من سفر أو زواج، أدخل يده فأخرج منها زلما (الزم بفتحتين أو بضم ففتح)
فإن خرج الأمر مضى لشأنه، و إن خرج النهي كف عنه و لم يفعله.
[3] الوثن:
الصنم ما كان، و قيل: الصنم الصغير، و قال ابن الأثير: الوثن كل ما له جثة معمولة
من جواهر الأرض أو من الخشب و الحجارة كصورة الآدميّ تعمل و تنصب فتعبد، و الصنم:
الصورة بلا جثة، و منهم من لم يفرق بينهما و أطلقهما على المعنيين.
[4] كذا في
م. و في باقي الأصول: «يتوقع»، و هو تحريف.
[5] المجرة:
نجوم كثيرة لا تدرك بمجرّد البصر و إنما ينتشر ضوأها فيرى كأنه بقعة بيضاء.
[6] كذا في م
و هو الموافق لما في «الإصابة». و في باقي الأصول: «بفعله».
[7] أوجر:
خائف، يقال: و جر من الشيء إذا خاف، و بابه كفرح، و الوصف منه و جر و أوجر.